بطل العرب في الملاكمة للعام 1976 جثة هامدة بفعلٍ إجرامي
بعد مضي خمسة أيامٍ على اختفائه، وُجد بطل العرب في الملاكمة كميل الحلبي جثةً هامدة تحمل ثلاث رصاصات مرميةً في أحد حقول مدينة القريّا التابعة لمحافظة السويداء؛ فلم تنجه قوّته البدنية من رصاصاتٍ تلقَّاها في ظهره استقرَّت واحدة منها في رأسه واثنتان في ساقيه. والقصة، كما رواها المقربون، بدأت منذ عامين تقريباً، عند شراء كميل الحلبي مزرعة في قرية المزرعة التابعة إلى محافظة السويداء، بمبلغٍ قدره 2600 ألف ليرة سورية، دفع منها مليونان على أن يسدَّ الباقي بعد فترة. واستطاع الحلبي أن يحوّل المزرعة من أرضٍ بور إلى منتجة. وهذا ما جعل المالك الأساسي يحاول استعادة الأرض، فطلب من الحلبي أن يستأجرها منه ويجلس فيها، ولكنه لم يرغب في تأجيرها، فطلب من مالكها الأساسي أن يجلس فيها دون مقابلٍ مادي. وبعد ذلك، أبدى المالك رغبةً في شراء الأرض واستعادتها، رغم أنه لا يملك المبلغ المطلوب. ولكن الحلبي لم يشأ بيعها، إلا إذا كان ثمنها «كاش». وهذا الحديث جرى بحضور ابنه «وسام»، فوعد المالك أن يؤمّن المبلغ في اليوم الثاني؛ حيث حضر كميل الحلبي بمفرده لتوقيع العقد واستلام المبلغ كاملاً، واتصل بزوجته ليخبرها أنه بعد ساعتين، على الأكثر، يكون في بيته؛ لأنَّ الأمور شبه منتهية. وحتى يتمكَّن المالك من الاستفراد بالحلبي، أغواه بوجود مزرعةٍ أخرى يمكنه أن يشتريها بالمبلغ الذي سيحصل عليه من بيعه لهذه الأرض؛ حيث استدرجه إلى حقلٍ من حقول مدينة القريّا. وهناك، نفَّذ جريمته، وأجهز على الحلبي بثلاث طلقات أردته قتيلاً. بعد ذلك، بصَّمه على عقد البيع وعاد إلى دياره.
وبالنسبة إلى الجهات المعنية، كان المشتبه الأول في القضية هو المالك الأساسي، الذي رفض الاعتراف في البداية بجريمته، وطرح جملةً من البراهين، التي أثبتت الجهات المعنية عدم صحتها؛ كقوله إنه استلف، من بعض أقاربه، المبلغ المطلوب. وعند البحث، اكتشفت الجهات المعنية أنَّ الأمر لا يتعدَّى كذبةً للمماطلة، إضافةً إلى أنَّ البصمة، التي وضعها على العقد بعد ارتكابه جريمته، أُثبت أنها تمَّت بعد الوفاة وفي اليد اليمنى، بينما الصحيح أن يتمّ البصم بإبهام اليد اليسرى. وبعد ثلاثة أيام من اكتشاف الجثة، اعترف المالك الأساسي بفعلته، ومثَّل الجريمة أمام الجهات المعنية.
كميل الحلبي من مواليد العام 1954، حصل على بطولة الجمهورية في الملاكمة في وزنه. وأبرز إنجازاته كانت إحرازه الميدالية الذهبية في الدورة الرياضية العربية الخامسة التي استضافتها دمشق عام 1976. أمضى حياته وهو يعمل «نجار باتون» في مدينة جرمانا.
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد