بريطانيا خسرت في يوم واحد أكثر مما دفعت لأوروبا في 15 عاماً

خسرت “بورصة لندن” خلال ست ساعات فقط من تداولاتها صباح أمس الجمعة مبالغ فلكية قاسية هي الأكبر على الإطلاق في تاريخها، وهي خسائر تتجاوز كل ما دفعته بريطانيا لـ”الاتحاد الأوروبي” خلال الـ15 عاماً الماضية.

وبدأت التداولات في “بورصة لندن” عند الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت بريطانيا الصيفي (الثامنة بتوقيت غرينتش) مسجلة خسائر فادحة استمرت طوال اليوم، لتفقد البورصة أكثر من 125 مليار جنيه إسترليني (175 مليار دولار) قبل حلول المساء، وهو أكثر من المساهمة التي دفعتها بريطانيا لموازنة “الاتحاد الأوروبي” طوال الـ15 عاماً الماضية.

وهوى مؤشر “فوتسي100” بنسبة 8% عند الافتتاح صباحاً، وهوى “فوتسي 250” بنسبة 12% عند الافتتاح، قبل أن يتم تقليص الخسائر لاحقاً، بفضل إعلان صدر عن “بنك إنجلترا المركزي” قلل من القلق في السوق.

وحسب بيانات “الاتحاد الأوروبي” فإن مساهمة بريطانيا في موازنة الاتحاد بلغت 2015 نحو 13 مليار جنيه إسترليني، لكن الاتحاد ينفق من هذا المبلغ نحو 4.5 مليارات جنيه داخل بريطانيا، ما يعني أن المساهمة الحقيقية والصافية لبريطانيا تبلغ 8.5 مليارات جنيه إسترليني سنوياً.

وبحساب التكاليف التي تدفعها بريطانيا من جراء وجودها في “الاتحاد الأوروبي” يتبين بأن تكلفة الـ15عاماً الماضية أقل من تكلفة اليوم الأول للخروج من بريطانيا، خاصة وأن مساهمة بريطانيا كانت في السابق أقل مما هي عليه حالياً.

وفضلاً عن خسائر البورصة بسبب الخروج من الاتحاد، فإن الجنيه الإسترليني هبط بأكثر من 10% أمام الدولار الأمريكي، وهوى بأكثر من 16% أمام الين الياباني، وسط توقعات بأن يسجل مزيداً من الخسائر بسبب الخروج من الاتحاد.

يشار إلى أن أصوات الداعين للخروج من “الاتحاد الأوروبي” تفوقت في التصويت التاريخي بمقدار مليون صوت، لينتهي التصويت الذي قرر خروج بلدهم من الاتحاد بعد 43 سنة.

وكالات