اليمن: مئات الآلاف يتظاهرون في عدة مدن ومقتل متظاهر في عدن
تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين الجمعة في عدة مدن وخصوصا في صنعاء وتعز وعدن احتجاجا على الرئيس علي عبد الله صالح تحت شعار "لا حوار الا باسقاط النظام" فيما اصيب تسعة اشخاص في اشتباكات مع الشرطة.
وفي العاصمة ادى حوالى مئة الف شخص وفقا لارقام المنظمين صلاة الجمعة في "ساحة الحرية" امام جامعة صنعاء حيث ينفذ مئات المعارضين اعتصاما مفتوحا وسط حضور نسائي كبير، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
ورفع المشاركون في ما اطلقوا عليه "جمعة الانطلاق" شعارات مناوئة للسلطة ابرزها "لا حوار الا باسقاط النظام" ورددوا هتافات ضد صالح بينها "ارحل...ارحل" و"يشهد الله على علي عبد الله".
وحذر الشيخ عبد الله صعتر وهو يخطب بالحاضرين من اجراء حوار مع النظام، قائلا ان "لا حل للاوضاع الا بعد رحيل النظام".
وقتل يمني برصاص الشرطة اليوم الجمعة خلال تظاهرة مناهضة للنظام في عدن جنوب البلاد وأصيب 20 آخرون، بحسب ما افادت مصادر طبية لوكالة فرانس برس.
واعلنت عائلتا شخصين قتلا في صنعاء على ايدي مناصرين للنظام انهما لن تدفنا ابنيهما "حتى يسقط النظام".
وفي المقابل، ادى الآلاف من مناصري حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الصلاة ايضا في ساحة وسط صنعاء، وادوا صلاة اخرى "على ارواح شهداء اليمن".
وفي تعز احتشد مئات الآلاف في مدن المحافظة وغالبيتهم في "ساحة الحرية" وادوا صلاة الجمعة في العراء، وشيعوا رجلا قتل الاسبوع الماضي اثر انفجار قنبلة القيت على تظاهرة.
اما في عدن جنوب البلاد، فنزل الآلاف الى "ساحة الشهداء" في حي المنصورة لتشييع جثمان شخص قتل في المواجهات مع الشرطة، وتظاهروا مطالبين باسقاط النظام. وهتفوا "عهدا عهدا للشهداء"، و"الموت والعار للجبناء".
وحاول متظاهرون السير من مكلا والمملح وصولا الى خور مكسر حيث ساحة العروبة الا ان الشرطة منعتهم مستخدمة الرصاص والغاز والمسيل للدموع ما ادى الى سقوط تسعة جرحى، بحسب شهود عيان ومصادر طبية.
ووقعت اشكالات في حضرموت بين المطالبين باسقاط النظام وانصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن لكن من دون ان يسجل وقوع اصابات.
وكان المعارضون يحاولون منع انصار الحراك من رفع شعارات الانفصال. وكانت القوى الامنية انتشرت على مسافة قصيرة من التظاهرات في صنعاء وتعز وعدن والمدن الاخرى، واخضعت المشاركين في التحركات الاحتجاجية للتفتيش.
وسعى الرئيس اليمني في الايام الماضية الى استيعاب تحركات المطالبين باسقاط نظامه فامر في وقت سابق بحماية المتظاهرين وبتخفيف القيود على الحركة الاحتجاجية التي تكتسب زخما اضافيا مع انضمام مجموعات جديدة اليها.
وتعتبر موجة الاحتجاجات الحالية التي قتل فيها 15 شخصا منذ انطلاقها في 16 فبراير/شباط الاكبر في وجه نظام الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما.
حواروكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمر يوم الخميس بتشكيل لجنة خاصة تتولى فتح حوار مع المعارضة التي ما لبثت منذ ثلاثة اسابيع تنظم التظاهرات والاعتصامات ضد نظام حكمه.
ويعتبر قرار صالح هذا تنازلا مهما للمعارضة، ومحاولة منه لنزع فتيل الاحتجاجات التي الهمتها ثورتا تونس ومصر.
وتطالب القوى اليمنية المعارضة برحيل الرئيس صالح الذي مكث في الحكم 32 عاما.
وقالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية إن الرئيس صالح كلف رئيس وزرائه بترؤس لجنة من خمسة اعضاء لفتح "حوار مفتوح وبناء مع الاخوة الشباب بمن فيهم اولئك الذين شاركوا في الاحتجاجات والاستماع الى شروطهم وآرائهم".
وكان الرئيس اليمني قد امر في وقت سابق الخميس قوات الأمن بتوفير "الحماية الكاملة للمتظاهرين المعارضين للحكومة والمؤيدين لها على السواء".
وجاء في بيان صدر بهذا المعنى، ونقله الملحق الاعلامي اليمني في واشنطن يوم الخميس، ان صالح "طالب الاجهزة الامنية بتقديم الحماية الكاملة للمتظاهرين".
واضاف ان الرئيس "امر كل الاجهزة الامنية بمنع اي صدامات والفصل بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين".
وقتل 15 شخصا منذ الاسبوع الماضي في الاحتجاجات التي تطالب بانهاء حكم الرئيس صالح المستمر منذ اكثر من ثلاثة عقود.
وكان تسعة نواب يمنيين ينتمون الى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم قدموا استقالاتهم من البرلمان احتجاجا على "اعمال القمع" في حق المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام، بحسب ما قال احد النواب لوكالة الانباء الفرنسية.
وقال النائب عبدو بشر انه قدم استقالته مع 7 نواب آخرين "احتجاجا على الاساليب التي تمارس لقمع المحتجين"، واضاف ان "59 نائبا آخرين يدرسون كذلك التقدم باستقالاتهم".
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد