اليمن: «هدنة رمضان» تنتظر إقرارها
جرى الاتفاق على الخطوط العريضة في ما يخصّ الهدنة الإنسانية في اليمن، ولكن من دون تحديد موعد بدء سريانها، غير أنَّ الأكيد أن وقف النار المرتقب سيكون خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، على أن تعود الحرب مع انتهاء عيد الفطر، وريثما يتحدّد موعد التنفيذ، تواصل طائرات «التحالف» العسكري السعودي قصف الأسواق الشعبية لليوم الثاني على التوالي، وهو ما أدى، يوم أمس، إلى مقتل 30 شخصاً.
وبينما تتكثّف الضغوط الأممية على الطرف الداعم للحرب للموافقة على الهدنة، توقَّعت الحكومة اليمنية المستقيلة، يوم أمس، إبرام اتفاق قريباً بشأن هدنة إنسانية، قالت إنها ستمتد حتى عطلة عيد الفطر في 17 تموز الحالي، بعدما أبدت «أنصار الله» استعدادها لاحترام الهدنة التي أفشلها وفد الرياض خلال مؤتمر جنيف.
وأشار المتحدث باسم الحكومة، المقيمة في الرياض، راجح بادي، إلى أنَّ المحادثات تركِّز على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216 الذي يدعو إلى انسحاب الجيش اليمني و «أنصار الله» من المدن التي يسيطرون عليها، فيما أكَّد أنَّ الحكومة تُجري مشاورات للحصول على ضمانات لنجاح الهدنة.
وقال لـ «رويترز» إنَّ الآلية التي طرحتها الحكومة لتنفيذ القرار 2216، تطالب بضمانات حقيقية بأنَّ المساعدات ستصل إلى من يحتاجونها، مشيراً إلى أنَّ المحادثات جارية لرفع الحصار عن عدن وتعز ولحج والضالع.
وباعتبار أنَّ الحرب لم تغير المعادلات الميدانية القائمة، دعت جماعة «أنصار الله» دول «التحالف» التي تقود الحملة العسكرية على اليمن، للبحث عن حلّ سياسيّ للأزمة في البلاد، أو مواجهة هزيمة عسكرية.
ونقلت «سبوتنيك» عن عضو المجلس السياسي في الجماعة محمد البخيتي قوله إنَّ «العدوان السعودي لم ولن ينجح في تركيع الشعب اليمني.. العدوان فشل في تحقيق أهدافه، ونجح فقط في تدمير البلاد».
وحثّ البخيتي دول «التحالف» على قبول الحلّ السياسيّ للأزمة «وإَّلا سيواجهون هزيمة عسكرية محققة»، مضيفاً «نحن لا نعتدي على أحد نحن ندافع عن أنفسنا فقط وسنستمر في ذلك».
في غضون ذلك، بحث وفد «المؤتمر الشعبي العام» برئاسة الأمين العام للحزب عارف الزوكا ووزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي، مع المسؤولين في وزارة الخارجية المصرية، تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية.
وتم خلال اللقاء، التأكيد على الموقف المصري الثابت المساند لليمن، «ووحدة واستقرار وسلامة أراضيه، وضرورة التوصل إلى تسوية سياسية بين مختلف المكونات اليمنية، بما يحقن الدماء ويضمن استمرار العملية الانتقالية، وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار الرقم 2216».
وفي جنوب اليمن، قتل 30 شخصاً بعدما قصفت الطائرات الحربية سوقا شعبياً في منطقة الفيوش في محافظة لحج الجنوبية، بعد يوم واحد على قصف سوق مثلث عاهم في محافظة حجة شمال اليمن، والذي أسفر عن مقتل 30 شخصاً.
كما قصف طيران «التحالف»، للمرة الأولى، المقر العام لـ «حزب المؤتمر الشعبي» في صنعاء. وأوقع الهجوم الليلي قتلى في صفوف الموظفين وحراس المبنى الواقع في حدة جنوب العاصمة اليمنية.
ونفذ الهجوم في حين التقى قادة «المؤتمر الشعبي العام» في مكان آخر من المدينة مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بحسب ما افادت مساعدة الأمين العام للحزب فائقة السيد.
(«السفير»، رويترز)
إضافة تعليق جديد