الوفد السويسري في دمشق يتطرق إلى موضوع المفاوضات مع إسرائيل

لم يشر أي مسؤول سوري أو أي وسيلة إعلام سورية رسمية "إطلاقاً" إلى أن مهمة الدبلوماسيين السويسريين المتواجدين حالياً في سورية هي مهمة وساطة سلام بين سورية وإسرائيل.ورغم تأكيد وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري على أن بلادها ترعى مفاوضات "سرية" بين إسرائيل وسورية، وأن الشخصية السويسرية التي تقوم بالوساطة "توجد حالياً في سورية"، وإشارتها إلى أن سكرتير الدولة للشؤون الخارجية السويسرية توجه إلى دمشق لهذا الغرض، إلا أن كل ذلك لم يلق أي تنويه من المصادر الرسمية السورية التي تجاهلت الأمر وقالت إن زيارة الوفد السويسري هدفه تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سورية وسويسرا.وكان سكرتير الدولة للعلاقات الخارجية السويسرية مايكل آمبول ورئيس قسم الشرق الأوسط في الخارجية (منسق جهود السلام) نيكولاس لانغ زارا سورية، والتقيا بوزير خارجيتها وليد المعلم ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري.وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن الدبلوماسيين السويسريين المتواجدين في دمشق عقدا لقاءات عدة شملت سياسيين ودبلوماسيين أجانب وعرب ورجال أمن سوريين رفيعي المستوى، وأشارت إلى أنهما تطرقا إلى المفاوضات مع إسرائيل مع الشخصيات الأمنية فقط دون الحكومية.وقالت مصادر أوروبية إن الدبلوماسيين السويسريين الذين حلا بالعاصمة السورية دمشق هذا الأسبوع كانت مهمتهما استئناف الوساطة بين سورية وإسرائيل والتي بدأت عام 2004 وتوقفت قبل أشهر بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان.وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية نشرت تفاصيل الاتفاق المحتمل بين سورية وإسرائيل برعاية الوسيط السويسري والذي يشمل انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من الجولان إلى ما وراء حدود 1967، مقابل أن تتعهد دمشق بوقف دعمها لحزب الله ولحركة حماس الفلسطينية وتبتعد قليلاً عن إيران.ونفت سورية خبر (هآرتس) كلياً، رغم ظهور مؤشرات إضافية على حدوث مثل هذه المفاوضات فعلاً، منها تأكيد مفاوض سوري ـ أمريكي (إبراهيم سليمان) وتأكيدات وزيرة الخارجية السويسرية أيضاً.وكانت سورية قبل سنوات تشترط إجراء محادثات مع إسرائيل على أن تبدأ من حيث انتهت عام 2000، وبدأت في الأشهر الأخيرة ترسل رسائل غير مباشرة إلى إسرائيل على موافقتها لبدء محادثات سلام دون شرط مسبق، وطالب الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً إسرائيل أن تجرب حسن النية السوري حول السلام.

المصدر: آكي