الوساطة الأفريقية: جولة المفاوضات غداً بين الخرطوم وجوبا ستكون الأخيرة
كشفت الخرطوم أمس أن فريق الوساطة الأفريقية أبلغها أن جولة المحادثات الجديدة بين دولتي السودان وجنوب السودان المقرر أن تبدأ غداً في أديس أبابا بهدف تسوية القضايا العالقة بينهما ستكون الأخيرة، وسيفرض مجلس الأمن حلولاً على الطرفين في حال فشلا في معالجة الملفات الخلافية.
وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير العبيد مروح إن كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي سيطرح تقريراً على مجلس الأمن الدولي في شأن المفاوضات بين دولتي السودان في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري لإطلاع المجلس على موقف الطرفين إزاء القضايا المتصلة بالنفط والأمن وترسيم الحدود والنزاع على أبيي.
وأوضح في تصريحات أمس أنه في حال وصول طرفي التفاوض إلى حلول نهائية في شأن الملفات كافة فستوقع الدولتان اتفاقاً نهائياً، أما في حال فشلهما فسيكونان ملزمين بما يفرضه مجلس الأمن الدولي من حلول عليهما استناداً إلى مقترحات من مبيكي سيضمنها في تقريره النهائي إلى المجلس.
وسيتوجه وفد السودان المفاوض برئاسة وزير الدولة لشؤون الرئاسة إدريس محمد عبد القادر إلى العاصمة الإثيوبية عشية بدء المحادثات. وقال الناطق الرسمي باسم الوفد السفير مطرف صديق لـ «الحياة» إن الجولة الجديدة ستناقش الملفات العالقة في المسارين السياسي والأمني والحدود وأبيي والنفط. وتأتي هذه الجولة استكمالاً للجولة السابقة التي تم إرجاؤها من الثامن والعشرين من آب (أغسطس) الماضي بسبب وفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي.
وذكرت مصادر مطلعة أن قمة مرتقبة بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت دعا إليها فريق وسطاء الاتحاد الأفريقي، ستلتئم بعد إكمال الترتيبات المتعلقة بها وربما استعجلها الوسطاء في حال تعثّر المحادثات بين فريقيهما المفاوضين.
أما في شأن المحادثات بين الحكومة السودانية والمتمردين الشماليين في «الحركة الشعبية - الشمال» في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان المقرر أن تبدأ اليوم في أديس أبابا، فقد جدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم تمسّكه بموقفه بعدم إجراء محادثات مباشرة مع المتمردين باعتبارهم ينتمون إلى «الحركة الشعبية» التي لا يعترف بها في شمال البلاد.
وقال عضو الوفد الحكومي المفاوض في قضية منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان عبدالرحمن أبو مدين، في تصريحات صحافية أمس، إن التفاوض في شأن المنطقتين سيكون في شكل غير مباشر عبر الوسطاء من أصحاب المصلحة في المنطقتين. وأضاف أبو مدين إن التفاوض في شأن المنطقتين سينحصر فقط في استكمال تنفيذ اتفاق السلام في الترتيبات الأمنية والسياسية، مؤكداً أن زعيم المتمردين مالك عقار لن يعود حاكماً على ولاية النيل الأزرق بعد عزله من برلمان الولاية، فضلاً عن فشله في إدارة الولاية وتبديده للأموال.
في غضون ذلك، اتهم نائب حاكم ولاية جنوب كردفان اللواء أحمد خميس المتمردين بزيادة نشاطهم من أجل فرض واقع أمني وتحسين موقفهم في مفاوضات أديس أبابا. وذكر إن قوات «الحركة الشعبية» تحاول استهداف القرى وزعزعة أمن المواطنين والعبث باستقرارهم، مؤكداً قدرة القوات الحكومية على حماية المواطنين وإفشال مخطط المتمردين.
على صعيد آخر (رويترز)، قال صندوق النقد الدولي أمس إن آفاق الاقتصاد السوداني تحسنت منذ أن اتخذت الحكومة حزمة إجراءات تقشفية صارمة لكنه لا يزال يحتاج إلى تحسين عملية تحصيل الضرائب للتغلب على فقدان إيرادات النفط. وفقد السودان ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي حينما أصبح الجنوب دولة مستقلة في تموز (يوليو) 2011 مما أدى إلى تفاقم أزمته الاقتصادية حيث كان النفط المصدر الرئيسي لإيرادات الحكومة والدولارات اللازمة لتمويل واردات الغذاء. وأطلقت الحكومة في حزيران (يونيو) حزمة إجراءات تقشفية تتضمن خفض دعم الوقود لسد العجز المالي.
النور أحمد النور
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد