المونديال يستضيف 60 ألف مومس لاحتواء نوبات العنف

14-06-2006

المونديال يستضيف 60 ألف مومس لاحتواء نوبات العنف

في الشكل الذي سمعنا وقرأنا، في الوسائل الاعلامية السمعية والبصرية، يخيّل لنا انها اضخم صفقة <جنسية> علنية جرت مؤخراً بألمانيا، وتم بموجبها استقدام ما يفوق 60 ألف مومس من شتى بلاد الأرض، لمعاضدة زميلاتهن الالمانيات. الامر، وعلى خلاف ما يتبادر الى الذهن، ليس فعلاً خيرياً يتوخى مزيداً من تدليل الرجال الالمان، واغراقهم بلذائذ الجنس المحلية والمستوردة، فبحسب تصريحات مسؤولين متنفذين وعلى علاقة بحماية الأمن وبالطب النفسي في آن، فإن استقدام هذا العدد الهائل من المومسات، هو التدبير الاحترازي الامثل لاحتواء نوبات العنف المتوقعة في حمى <المونديال> العالمي الجديد، لمئات آلاف الجماهير التي لحقت بمنتخبها الالماني الى الملاعب الالمانية، والى ملاعب المدن كافة التي تستضيف عرس الكرة. الجنس، ممثلا بأجساد الصينيات والتركيات واليابانيات والبلغاريات وسواهن، كعلاج استباقي للعنف، وحيلة ناجعة لتفريغ مكبوتاته عند الجمهور الانكليزي تحديداً، وتشهد له افعاله <ومآثره> الفوضوية في الملاعب، ويستوي فيها مع جماهير من جنسيات اخرى، وإن كانت جماهير <الهوليغنز> او إرهابيي الملاعب، هي الاخطر.
خطة استلزمت اموالا طائلة، مثلت باستقدام هذا العدد الهائل من المومسات الى أرض الكرة الالمانية، في محاولة المسؤولين الالمان، الالتفاف على ما هو أسوأ واكثر خراباً، وانتصاراً لكرة القدم عبر اجساد بائعات الهوى، يبعن الصفاء لاجساد الجماهير وعقولهم في سبيل تهيئة لعب نظيف وردات فعل اكثر نظافة.
إنها ايام كرة قدم، اقصى ملذات الأرض واكثرها جماهيرية. لذة واحدة مصهورة، تتضاءل لاجلها لذائذ اخرى، وتفعم الشباب فتنتج أجسادهم فائض العنف الراسب فيها. هل يتذاكى الالمان في فكرة تفريغ العنف عبر الجنس، وضبط احتياجات الاجساد وموسيقاها العنيفة، كي تعيش الكرة صفاءها وانتصارها؟ الامتلاء عبر ردم الثغرات والامتلاء في تحطيم الغضب.
ميونيخ وشتوتغارت تعجان بالأجساد. اجساد ثائرة في غاية اللعب وفي ارتفاع الفضاء الذهبي لكرة القدم، فيما يتشكل الفضاء نفسه من اجساد طرية في تفاصيل حسية تسحب مكامن التوتر، فتتخذ ايام <المونديال> هيئة طفل صغير، مفرط البراءة.

 

عناية جابر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...