المنامة تحت حصار الأمن: منع تظاهرة للمعارضة
تحولت العاصمة البحرينية المنامة بالأمس إلى ثكنة عسكرية تحرسها قوات مكافحة الشغب والشرطة من كافة مداخلها ومخارجها وطرقاتها، بعدما ضيقت القوى الأمنية الخناق على التظاهرة التي دعت إليها الجمعيات السياسية المعارضة الخمس تحت عنوان «الحرية للمعتقلين... ومطلبنا قضاء مستقل»، والتي لم تخرج سوى لدقائق معدودة قبل أن يتم قمعها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وفي ظل هذا الحصار على العاصمة التي تمنع وزارة الداخلية البحرينية منذ آذار من العام الماضي التظاهر فيها، توافد الكثير من المحتجين للمشاركة في المسيرة، البعض منهم تم منعه من الدخول إلى شوارع المنامة، بسبب إغلاقها في وقت مبكر ظهرا، وهو ما تسبب في اختناقات مرورية شديدة في الطرق المؤدية إليها، فيما آخرون قدموا إلى العاصمة في وقت مبكر وتمكنوا من التجمع في نقاط متعددة في المدينة استعدادا لموعد انطلاق المسيرة، إلا أن تلك المحاولات جميعها قوبلت من قبل قوات الأمن بالغازات والقنابل الصوتية.
وكانت وزارة الداخلية نشرت الآلاف من عناصر الشرطة في أزقة المنامة القديمة، وقد شهروا أسلحتهم في وجوه المارة والمتسوقين من المواطنين والمقيمين، وأصيب بعض أهالي المنازل التي تعرض الشارع القريب منها لإطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع، بحالات اختناق. ولم تسجل أي حالات خطيرة، ولكن تم اعتقال عدد من المشاركين في التظاهرة.
ويأتي منع وزارة الداخلية للتظاهرة بحجة «الإضرار بمصالح المواطنين والمقيمين، وتهديد السلم الأهلي، وهو ما لا يندرج في إطار حرية التعبير المسؤولة والمكفولة وفقاً للدستور والقانون» بحسب بيان لها.
في المقابل، أصرت المعارضة الممثلة في جمعيات «الوفاق» و«وعد» و«التجمع القومي» و«التجمع الوحدوي»، و«الأخاء الوطني» على حقها في التظاهر، معتبرة أن المنع تعسفي ومخالف للقانون، ومشددة على أن مصادرة السلطة لحق شعب البحرين في التعبير أمر مرفوض.
وتأتي هذه التظاهرة احتجاجاً على الأحكام التي وصفتها المعارضة بالتعسفية الظالمة الصادرة مؤخراً بحق عدد من قادة ونشطاء المعارضة والتي تصل في بعضها إلى السجن المؤبد.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد