الكويت: الاقتراع يختم أسابيع الشـحن القبلي
ختم الكويتيون امس اياما طويلة من الصخب الانتخابي والتجييش القبلي - الطائفي بتوجههم الى صناديق الاقتراع لانتخاب 50 عضوا يشكلون مجلس الامة الرابع عشر، في استحقاق تشريعي هو الرابع في أقل من ست سنوات، كان ابرز عناوينه «الاصلاح ومحاربة الفساد».
وفيما اقترع الناخبون في جو من الاستقطاب الحاد والقلق، بعد حملة انتخابية مشحونة بالمواجهات القبلية كان احدثها احراق شباب من قبيلة مطير مساء الاثنين الماضي خيام المرشح محمد الجويهل (المدعوم من بعض الشخصيات الموالية للحكومة)، اشارت التوقعات المواكبة لعملية الاقتراع الى توجه المعارضة بقيادة الاسلاميين الى تحقيق فوز كبير.
وكانت المعارضة الكويتية، التي تعبّر عن تحالف واسع وغير وثيق
بين اسلاميين وليبراليين وقوميين ومستقلين، تشغل 20 مقعدا في البرلمان الذي حله امير البلاد في كانون الثاني الماضي، في اعقاب ازمة سياسية حادة وتظاهرات شبابية غير مسبوقة استلهمت الربيع العربي، فيما عليها اليوم الفوز بـ33 مقعدا لضمان سيطرتها بشكل كامل على قرار البرلمان، اذ ان الوزراء غير المنتخبين (15 وزيرا) يتمتعون بحكم الدستور بحق التصويت في البرلمان ايضا.
وتوافد آلاف الناخبين والناخبات الى مراكز الاقتراع المئة ضمن الدوائر الانتخابية الخمس في الكويت، قبل ان تتصاعد وتيرة الاقبال بشكل كبير في فترة المساء. واغلقت ابواب مراكز الاقتراع في تمام الساعة الثامنة مساء، في وقت اشارت تقديرات غير رسمية الى ان نسبة الاقتراع وصلت الى حوالى 60 في المئة، بما يعادل مشاركة 238 الف ناخب من اصل 400 الف، شكلت النساء 54 في المئة منهم.
وذكر موقع «الخبر» الكويتي الالكتروني ان المرشحين توزعوا على الدوائر الانتخابية الخمس على الشكل التالي: 62 مرشحا في الدائرة الاولى، 61 مرشحا في الدائرة الثانية، 67 مرشحا في الدائرة الثالثة، 49 مرشحا في الدائرة الرابعة و47 مرشحا في الدائرة الخامسة.
وفي ضاحية صباح السالم، جنوبي البلاد، التي تعد من مراكز الثقل للمواطنين القبليين، جنوبي مدينة الكويت، تجمع آلاف الناخبين في جو من التجييش الواضح، وذلك بعدما تصاعد غضب القبائل بشكل كبير في الايام الاخيرة. وقال المقترع محمد السبيعي «بالطبع انا اقترع لصالح قبيلتي قبل كل شيء، ثم على اساس المواقف السياسية». واعتبر السبيعي الموظف في القطاع العام والذي اتى للتصويت لصالح ابن عمه وسط زحمة كبيرة من المقترعين، ان «التوتر الحضري القبلي ارتفع بشكل كبير في الآونة الاخيرة، وان اي شرارة من هذا يمكن ان تحرق البلد اذا لم يتم التحرك سريعا من قبل السلطة».
وفي مركز الجابرية الانتخابي، حيث تواجد قوي للناخبين الشيعة، تجمعت المقترعات منذ الساعة الثامنة صباحا للتصويت تحت اشعة شمس الشتاء الصحراوي البارد. وقالت المقترعة ام سعود وهي موظفة متقاعدة، «نحن غير مرتاحين نفسيا والاوضاع لا تسرّ ونحن محبطون كثيرا» في اشارة الى استمرار التأزم السياسي بين الحكومة والبرلمانات المتتالية. بدورها، اكدت الناخبة فاطمة عبد الله اكبر، وهي مدرّسة سابقة، انها «متفائلة بحذر ... نريد ان تنتهي الخلافات، خاصة الطائفية».
وفي منطقة كيفان التي تعد من معاقل السلفيين في الكويت، وقف رجال ملتحون في باحة المدرسة، التي تحولت الى مركز انتخابي، للتحادث في ما بينهم والدردشة مع بعض المرشحين الذين زاروا المركز. وقال المرشح الاسلامي والنائب السابق وليد الطبطبائي ان الاهم في الانتخابات هو انها اتت «بعد حراك شعبي وشبابي اسقط الحكومة واسقط المجلس السابق» متوقعا ان «تأتي الآن معظم تركيبة المجلس من المعارضة». وأكد الطبطبائي تفاؤله بحصول المعارضة على اكثر من نصف المقاعد، وقال انه في هذه الحالة «سيكون لنا دور في قيادة دفة الحكومة ولن تكون هناك استجوابات لانهم سيعرفون انه ستكون هناك قوة للاصلاح والرقابة في وجه الحكومة».
من جهتها، قالت المرشحة المستقلة ذات التوجهات الليبرالية رولا دشتي «اليوم يقرر الناخبون مستقبل الكويت. انا متفائلة ونحن ندفع باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي».
ويخوض خمسون مرشحا معارضا الانتخابات من بين 286 مرشحا، كما تشارك 23 امراة في الاستحقاق. وتأمل النساء في تكرار فوزهن التاريخي في انتخابات العام 2009 عندما فزن بأربعة مقاعد للمرة الاولى.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد