القوات الرديفة.. مقاتلون إلى جانب الجيش السوري

11-12-2015

القوات الرديفة.. مقاتلون إلى جانب الجيش السوري

تتداول وسائل الإعلام المتابعة للحرب السورية مصطلح «القوات الرديفة للجيش السوري» في إشارة إلى المجموعات المقاتلة إلى جانب الجيش السوري. فما هي هذه «القوات»، التي لديها اختلافات عقائدية، بين المؤمنة بالأمة العربية والمؤمنة بالأمة السورية؟
«الدفاع الوطني»
من أول التشكيلات التي تم تأسيسها في 2012، وقد تطور عملهم من لجان شعبية أو حالة فردية مرتبطة بأحياء المدن والأرياف، إلى مؤسسة منظمة رديفة إلى جانب الجيش السوري.متطوّعون في القوات الرديفة للجيش السوري خلال تدريبات في ريف دمشق (رويترز)
ويساند المقاتلون في الدفاع الوطني تحركات الوحدات العسكرية في الجيش السوري، بحيث تتوزع مسؤولياتهم بين مشارك في عمليات الاقتحام ونقاط تثبيت وارتكاز في المناطق التي تتم السيطرة عليها. وتعرض «الدفاع الوطني» لانتقادات من المعارضة السورية منذ بداية تأسيسه، معتبرة أنه مشروع تم تنفيذه بدعم إيراني، فيما كان الرد الدائم من قيادات «الدفاع الوطني» أنهم وليدة الواجب للدفاع عن المناطق السورية في ظل حرب الشوارع التي تخوضها المجموعات المسلحة.
وقد تناقلت وسائل إعلامية منذ بداية الدخول الروسي العسكري المباشر في الحرب، أن الدولة السورية تتجه لحل «الدفاع الوطني» وضمّ عناصره إلى الجيش السوري، وخاصة مع تأسيس الفيلق الرابع، لكن لم يظهر على أرض الواقع أي تحرك لحله، حيث تشهد العمليات العسكرية في أرياف اللاذقية وحمص وحلب مشاركتهم إلى جانب الوحدات العسكرية، إضافة إلى باقي القوات الرديفة. ولا يعتبر «الدفاع الوطني» حكراً على الرجال، حيث تشارك النساء في «الدفاع الوطني»، إن كان في القتال والعمل الإعلامي وغيرهما من المسؤوليات.
ويشارك السوريون القوميون الاجتماعيون إلى جانب الجيش السوري في المعارك، وهم يرتدون لباساً عسكرياً وشارة تحت مسمى «نسور الزوبعة». ويشير قيادي في «نسور الزوبعة»، إلى وجود الحزب في أكثر من محافظة، مثل ريف اللاذقية وريف حمص والقلمون.
وضمن المشاركين في المجموعات المقاتلة هناك أعضاء من «الحزب القومي» جاؤوا من لبنان للقتال. ويوضح القيادي السبب والدافع الأساسي لقتالهم في سوريا، قائلاً: «يواصل القوميون بكامل قناعتهم حتى اليوم تحدي اتفاقية سايكس - بيكو، خصوصاً بعدما أسقطها تنظيم داعش بربطه المناطق الشامية والعراقية واللبنانية بنيران معاركه». وأضاف أن «الحزب قدّم في المقاومة الوطنية في جنوب لبنان عدداً من الاستشهاديين من أبناء الكيان الشامي مثل خالد الأزرق وعمار الاعسر، كتكريس للوحدة القومية ووحدة المعركة مع العدو اليهودي. وهو يرى اليوم هذه المعركة التي تستهدف الوحدة القومية ووحدة المجتمع السوري، وضرب وتفكيك الدولة القومية في الشام، التي يمثل الجيش السوري فيها طليعة المعركة في السياق نفسه».
ويعتمد «الحزب القومي» على تسجيل وصايا المقاتلين، وهي الطريقة التي اتبعها في تسجيل وصايا الاستشهاديين ضد الاحتلال الإسرائيلي مثل سناء محيدلي ووجدي الصايغ. ونشر مقاطع فيديو لمقاتلي الحزب بعد استشهادهم يذكرون فيها وصيتهم. ويوضح القيادي الهدف الأساسي من التسجيلات، قائلاً: «يتعمّد تنظيم داعش من خلال الأشرطة المصورة التي يبثها ويصوّر فيها جرائمه بث الرعب في قلوب أبناء شعبنا من خلال تعميم ثقافة الموت، في وقت يوجّه القوميون الاجتماعيون رسالة إلى جميع السوريين بأنهم أبناء الحياة، متخطّين بشهادتهم في سبيل الأمة أعظم الغرائز الإنسانية، وهي الخوف من الموت وما بعده».
«الحرس القومي العربي»
مجموعات مقاتلة اتخذت من القومية العربية، وشعار «لسان الضاد» أساساً لها. ويوضح قيادي في «الحرس العربي»، أنهم «امتداد طبيعي لحركة المقاومة القومية العربية بكل أشكالها، والتي انطلقت بدايات القرن العشرين في مواجهة الاحتلال العثماني ومن ثم الفرنسي، وبلغت ذروتها في مواجهة العدو الصهيوني حيث تبلورت في معركة المالكية تحديداً التي كانت فاتحة العمل القومي المقاوم، وكان أبرز قادتها الشهيد والرمز القومي العربي معروف سعد».
ويقول «توالت الأحداث ليلتحم القوميون مع الصهاينة على أكثر من محور وجبهة، وعلى امتداد السنوات الستين الماضية وصولا للمعركة الفصل مع أتباعهم في الجمهورية العربية السورية، التي نعتبر أن الدفاع عن أسوارها ليس إلا دفاعاً عن كل ذرة تراب في فلسطين، والتي هي بالنسبة إلينا أكبر من كل الزواريب، وتمتد معنوياً من المحيط إلى الخليج، لهذا كان من الضروري أن تبادر مجموعة من الشباب القومي العربي الملتزم من أكثر من قطر عربي إلى تأسيس الحرس القومي العربي منذ أكثر من ثلاث سنوات».
ويشير القيادي إلى أن «الحرس لا يتبع جهة سياسية، وإنما يعتبر رديفاً للجيش العربي السوري على امتداد الجمهورية العربية السورية، وعلى مختلف الجبهات عسكرية أو سياسية أو اجتماعية».
«صقور الصحراء»
خارج إطار الحزب أو العقيدة، تأسست مجموعة «صقور الصحراء»، ليخرج اسمها إلى العلن بعد معارك حقل الشاعر في ريف حمص ومعارك كسب في ريف اللاذقية، وقد أطلقت على نفسها هذا الاسم لكون أولى المعارك التي شاركت فيها انطلقت من البادية السورية.
ويقول قيادي في «صقور الصحراء» إنهم «إحدى قوات الدفاع الشعبية، وتم تأسيسها لكي تكون الحامية للأرض إلى جانب الجيش العربي السوري».
وبشأن معايير اختيار المقاتلين، يقول القيادي «تنطبق على كل شاب سوري شريف وشجاع يريد الدفاع عن وطنه وشرفه». ويضيف: «نحن قوات رديفة للجيش العربي السوري، مشكّلة من الشباب الوطني ولا تنتمي لأي جهة حزبية أو سياسية، وهي قوات أسّسها رجل الأعمال أيمن جابر».
وكغيرها من المجموعات، تتواجد «صقور الصحراء» في مناطق مختلفة، وخاصة في بادية الشام وتدمر وحقول النفط في شاعر وجزل بريف حمص وسهل الغاب وكذلك في ريف اللاذقية.
يُذكَر أن هذه المجموعات ليست الوحيدة، فهناك قوات فلسطينية من مخيم النيرب وقوات «حركة النجباء» العراقية في ريف حلب، ومجموعة «جيش العشائر» في دير الزور، فالحرب السورية أصبحت أرضاً خصبة لظهور المجموعات المقاتلة مع ازدياد وتيرتها وتوسّع دائرتها على كل المحافظات السورية.

وسام عبد الله

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...