العلاج بالتبريد.. انتشار برغم المحاذير
من اليابان إلى أوروبا إلى الولايات المتحدة، يبحث عدد متزايد من الأشخاص عن العلاج بـ «التبريد»، عن طريق تعريض أجسادهم لحرارة أدنى بكثير من أي حرارة موجودة على الأرض. ويقول المدافعون عن هذا النوع من العلاج، إنه يعمل كمهدئ للآلام والالتهابات، ويساعد على تدفق الدم وخفض الوزن، ويحسن البشرة، وحتى من الممكن أن يحارب الشيخوخة والاكتئاب.
ولكن هذا العلاج تعرّض لحملة انتقاد شرسة، خصوصاً بعدما وجدت عاملة في أحد المنتجعات في مدينة لاس فيغاس ميتة الشهر الماضي، في غرفة التبريد.
ويقوم العلاج بالتبريد، أو ما يُعرَف بـ «الكريوتولوجي»، على دخول الشخص إلى غرفة مبردة بدرجة حرارة تتراوح بين 110 و195 تحت الصفر، والبقاء فيها من دقيقتين إلى أربع دقائق. ويعتقد أن هذا العلاج بدأ في اليابان في العام 1970، لعلاج حالات التهابات، كالتهاب المفاصل، واستخدم لاحقاً من قبل الرياضيين المحترفين، ولكنه سرعان ما انتشر في أنحاء العالم، علماً أنه يستخدم بشكل كبير في أوروبا الشرقية.
ويقول الباحث في جامعة «بورتسماوث» الإنكليزية جوزيف كوستيلو إن فرقاً رياضية عديدة تغادر بشكل منتظم إلى بولندا منذ العام 2011 لتلقي هذا النوع من العلاج، الذي وصل إلى الولايات المتحدة أيضاً منذ نحو عامين، حيث بات للعديد من فرق كرة السلة غرف تبريد خاصة بها في نواديها.
وفتحت شرطة لاس فيغاس وولاية نيفادا تحقيقاً في وفاة العاملة داخل غرفة تبريد خاصة بأحد المنتجعات، ولكن التحقيق يأخذ مجراه ببطء، نظراً لأن هذا العلاج جديد في الولاية، ولم تعلن أي وكالة ارتباطها به.
ولأن أدنى درجات الحرارة التي سجلت على الأرض وصلت إلى 128 تحت الصفر، يقول الخبراء إنه يصعب معرفة تأثير العلاج بالتبريد على الصحة، من دون القيام بالمزيد من الدراسات. من جهته، حث كوستيلو مراكز الأبحاث على القيام بالمزيد من الدراسات، مشيراً إلى «الحاجة إلى وقت طويل» قبل فهم فوائد أو عواقب هذا النوع من العلاج.
وإلى الآن، لم يتبنّ العلم والمجتمعات الطبية هذا النوع من العلاج، كما أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم توافق على أي آلة مرتبطة بالعلاج بالتبريد، مضيفة أنها مستعدة للموافقة على هذا النوع من الآلات «إذا أثبتت الجهة المصنّعة طبياً فوائدها».
من جهته، يقول مؤسس شركة «كريو ـ يو أس إيه» لتصنيع آلات العلاج بالتبريد: «لا زلت أطلب من المعلنين عدم استخدام كلمة علاج، بل جلسات.. واستعمال مصطلح زبائن بدلاً من مرضى».
(أ ب)
إضافة تعليق جديد