العراق: 200 ضحية في هجوم انتحاري في الحلة

10-03-2014

العراق: 200 ضحية في هجوم انتحاري في الحلة

في توقيت مريب يأتي على بعد أسابيع من الاستحقاق الانتخابي الذي بات العراق، بدولته وبمؤسساته، يحتاجه أكثر من أي وقت مضى، وغداة شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الهجوم الأعنف ضد السعودية وقطر، حيث اتهمهما بـ"إعلان الحرب على العراق"، معتبرا أنّ الرياض تبنّت "دعم الإرهاب" في المنطقة والعالم، سقط أكثر من مئتي ضحية، أمس، في هجوم إرهابي استهدف مدينة الحلة في محافظة بابل، أدى إلى مقتل 45 شخصاً، على الأقل، وإصابة نحو 165.
وبالإضافة إلى التوقيت المريب، فإنّ تنفيذ الهجوم تضمن إشارات رمزية بدوره، حيث قام الانتحاري بتفجير حافلة صغيرة كان يقودها لدى اقترابه من نقطة تفتيش رئيسية كانت تتجمع خلفها عشرات السيارات عند المدخل الشمالي لمدينة الحلة، لتشتعل النيران في نحو 50 سيارة، على الأقل، فيما كان الركاب محاصرين بداخلها.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن نائب رئيس بلدية الحلة عقيل الربيعي اتهم "القاعدة" بالمسؤولية عن التفجير. وقال الربيعي إنّ الإدارة المحلية تلقت بلاغات بأن أشخاصا تابعين لـ"القاعدة" يختبئون في منطقة زراعية شمال الحلة يخططون لتنفيذ هجوم. ووصف العنف بأنه امتداد للقتال الدائر في محافظة الأنبار، حيث تخوض الحكومة، بشكل أساس، معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" حول مدينتي الرمادي والفلوجة.
وأعلنت قناة "العراقية" الحكومية في خبر عاجل أنّ اثنين من العاملين لديها قتلا في هذا التفجير، هما مثنى عبد الحسين وخالد عبد ثامر.
وفي هجمات أخرى وقعت في مناطق متفرقة في العراق أمس، قتل سبعة من عناصر الأمن، على الأقل، بينهم عقيد في استخبارات الشرطة يدعى سالم حسن مرعي في هجوم استهدفه في مدينة الموصل في محافظة نينوى. وفي حدث أمني بارز، استهدف هجوم بتفجير عبوة موكب النائب ناهدة الدايني في ناحية المقدادية إلى الشرق من مدينة بعقوبة، ما أدى إلى إصابة 12 شخصا بينهم اثنان من حماية الموكب.
في سياق منفصل، شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في مقابلة مع قناة "فرانس 24" بثت مساء أمس الأول، هجوما هو الأعنف والأشرس على السعودية وقطر. واتهم رئيس الوزراء العراقي هاتين الدولتين الخليجيتين بتحفيز المنظمات الإرهابية، وبينها "القاعدة"، و"دعمها سياسيا وإعلاميا" ودعمها كذلك "السخي ماليا بشراء الأسلحة لصالح هذه المنظمات الإرهابية".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أنّ السعودية وقطر تزعزعان استقرار العراق بشكل مباشر، قال "إنهم يهاجمون العراق عبر سوريا وبشكل مباشر بل هم أعلنوا الحرب على العراق كما أعلنوها على سوريا، ومع الأسف الخلفيات طائفية وسياسية". وتابع أنّ "أزمة العراق الطائفية والإرهابية والأمنية مسؤولة عنها هاتان الدولتان بالدرجة الأولى".
ورأى رئيس الوزراء العراقي أنّ السعودية وقطر تشنان "حربا معلنة على النظام السياسي في العراق"، وأنهما تأويان "زعماء الإرهاب والقاعدة الطائفيين والتكفيريين... وتجندان الجهاديين هؤلاء الذين يأتون من دول أوروبية كالذين جاؤوا من بلجيكا وفرنسا ودول أخرى". وتابع "من الذي جاء بهم؟ جاءت بهم لجان مشكلة من السعودية لكسب هؤلاء الجهاديين للقتال في العراق، وفي الوقت الذي أصدرت فيه السعودية قراراً" يمنع السعوديين من القتال في الخارج "فإنهم يذهبون إلى تجنيد ناس من المغرب العربي ودول أخرى".
كما اعتبر أنّ "الموقف السعودي الخطير يعتبر المتبني لدعم الإرهاب بالعالم... يدعمونه في سوريا والعراق ولبنان ومصر وليبيا وحتى في دول خارج المجوعة العربية".
وحول ما اذا كان العراق قد قام بتحرك ضد السعودية التي تملك حدودا مع ثلاث محافظات عراقية هي الأنبار والنجف والمثنى، أو قطر، أو ما إذا كان ينوي فعل ذلك، قال المالكي "لا نريد أن نوسّع من دائرة المواجهة إنما نقول لهم بضرورة الوعي بأن دعمهم للإرهاب سيعود عليهم لأن تركيبتهم الاجتماعية ايضا قابلة ان تجتمع فيها نار وطائفية". وأضاف "نستطيع أن نتخذ مواقف مقابلة لكننا لا نريد ذلك، والى الآن لم نتخذ أي إجراء مضاد".
وكرّر رئيس الوزراء العراقي، في المقابلة، قوله إنّ "العنف والإرهاب الذي عاد في العراق، عاد بسبب الأزمة في سوريا والأزمة في سوريا توسعت بسبب المواقف التي اتخذت من قبل الاتحاد الأوروبي والأميركيين ودول عربية لم يلتفتوا من البداية إلى خطورة وجود جبهة النصرة والقاعدة في سوريا ولذلك أعلنوا عن دعم هذه المعارضة على اعتبار أنها معارضة بديلة عن نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد".
وفي السياسة العراقية الداخلية، وبخصوص الاتهامات الموجهة إليه بشأن "تهميش السنة"، قال المالكي إنّ مصدر هذه الاتهامات مجموعة "طائفيين يرتبطون بأجندات خارجية بتحريض سعودي قطري".
كما وصف رئيس الوزراء العراقي الزعيم الديني مقتدى الصدر، الذي أعلن بشكل مفاجئ في منتصف الشهر الماضي انسحابه من العمل السياسي في البلاد وشنّ هجمات كثيرة على رئيس الوزراء العراقي، بأنه "حديث على السياسة" و"لا يفهم أصول العملية السياسية". وقال إنّ "ما يصدر عن مقتدى الصدر لا يستحق الحديث عنه"، مضيفاً أنه "رجل حديث على السياسة ولا يعرف أصول العملية السياسية، والدستور لا يعني شيئا عند مقتدى الصدر وهو لا يفهم قضية الدستور".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...