العراق: توافق على حسم الملف الحكومي
ينتظر العراق الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة، في ظل تأكيد جميع الأطراف، على ضرورة إنهاء هذا الملف في أسرع وقت ممكن، وتخطي جميع العراقيل التي تحول دون إتمامه خلال المهلة الدستورية المحددة، في وقت دعا الرئيس المكلف حيدر العبادي الكتل السياسية إلى الاسراع في طرح أسماء مرشحيها للمناصب الوزارية، فيما اكد مصدر سياسي رفيع المستوى أن اجتماعاً سيضم جميع الكتل السياسية من المفترض أن يخرج بمسودة حكومية ترضي الجميع.
وفي هذه الأثناء تتواصل الغارات الجوية الأميركية على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، حيث دخلت مدينة الرمادي على خريطة أهداف القصف الجوي، بينما استمر مقاتلو العشائر في الإعلان عن تشكيل كتائب مقاتلة لمواجهة "داعش"، في وقت دقت المنظمة الدولية للهجرات ناقوس الخطر، بإعلانها أن أكثر من 1.6 مليون شخص نزحوا في العراق بسبب أعمال العنف هذه السنة، بينهم 850 ألفا خلال الشهر الحالي.
ودعا رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، أمس، الكتل السياسية العراقية إلى الإسراع في تقديم أسماء مرشحيها للوزارات خلال اليومين المقبلين، وأكد على أنه يواصل جهوده لتشكيل الحكومة من خلال تكثيف اجتماعاته بالكتل السياسية، لتقديم تشكيلته الوزارية بأسرع وقت ممكن.
وشدد العبادي على التزامه "بمبدأ الشراكة في تشكيل الحكومة والاعتماد على الدستور وتوجيهات المرجعية الدينية العليا بتشكيل حكومة صاحبة قبول وطني واسع"، واعتبر أن الإسراع في تشكيل الحكومة هو "أبلغ رد على المجوعات الإرهابية وتنظيم داعش الإرهابي الذي يسعى لإفشال العملية السياسية والبناء الديموقراطي للبلد وإقحامه في صراعات بين مكوناته وتدمير حضارته وارثه الثقافي والفكري".
وأكد مصدر سياسي أن اجتماعا يضم جميع الأطراف العراقية الضالعة بتشكيل الحكومة سيعقد، لمناقشة البرنامج الوزاري الجديد، ومطالب الكتل، وصولاً إلى تشكيلة حكومية موحدة. وأشار إلى أن الاجتماع سيحضره "قادة التحالف الوطني والتحالف الكردستاني واتحاد القوى الوطنية".
من جهته، اكد ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني أحمد الصافي في خطبة الجمعة، أن "المشاورات بين الكتل السياسية قائمة لتشكيل الحكومة وعرضها على مجلس النواب لمنحها الثقة، ولابد من التعجيل في تشكيل حكومة وطنية يشعر جميع المكونات أنهم مشاركون بها ضمن معايير صحيحة مبنية على أساس خدمة البلد وتحمل رؤية واضحة، من خلال نظام داخلي يحدد عمل الحكومة ويوضح الصلاحيات ويوزعها بروح العمل للفريق الواحد المنسجم".
وتأتي الدعوات إلى الإسراع في تشكيل الحكومة في ظل تأزم الوضع الإنساني في العراق، مع إعلان منسق المنظمة الدولية للهجرات براين كيلي أن أكثر من 1.6 مليون شخص نزحوا في العراق بسبب أعمال العنف هذه السنة، بينهم 850 ألفا خلال الشهر الحالي، مشيراً إلى أن "معظم النازحين اضطروا للسير عدة أيام للوصول إلى أماكن آمنة".
وتشمل هذه الأرقام كل الأشخاص الذين فروا من أعمال العنف التي بدأها مسلحو "داعش" في غرب العراق مطلع كانون الثاني الماضي، ثم الهجوم الذي قام به التنظيم في حزيران الماضي، على محافظة نينوى.
وفي تطور أمني، لافت، كشف مصدر عسكري رفيع أن الطيران الحربي الأميركي قصف مواقع "داعش" في مناطق الخالدية ومناطق تقع على بعد 5 كيلومترات جنوب الرمادي. وأضاف أن القصف استهدف مواقع خاصة بعناصر داعش.. وبحسب معلوماتنا الأولية فإن العشرات سقطوا قتلى وجرحى من الإرهابيين".
وقصف طيران الجيش العراقي مواقع لـ"داعش" في ثلاث قرى بالقرب من بلدة آمرلي المحاصرة منذ أكثر من شهرين.
وتأتي عمليات القصف بالتزامن مع تعزيرات عسكرية في طوزخرماتو عند شمال البلدة وعند جبال حمرين جنوبا بالإضافة إلى تعزيزات عسكرية وصلت إلى آمرلي بالطائرات.
ومع بدء عمليات القصف الأميركي على مدينة الرمادي، أعلن في محافظة الأنبار عن تشكيل كتائب مسلحة نواتها أبناء العشائر لمقاتلة عناصر "داعش". وقال مقاتل عشائري ملقب بأبي عبد الله، إنه بالتنسيق مع القوات الأمنية المحلية تم البدء بأولى العمليات ضد "داعش" في بلدة حديثة "وتمكنا من قتل أكثر من عشرة عناصر، وحررنا قريتين". وأشار إلى أن عشائر في الأنبار انضمت إلى هذه الكتائب وتمت تسميتها "كتائب الحمزة"، لافتاً إلى أن عدة عشائر أخرى أبدت استعدادها لبدء حملات كبيرة لطرد عناصر "داعش".
إلى ذلك بث تنظيم "داعش" شريط فيديو يظهر عملية ذبح مقاتل عراقي كردي في تحذير لرئيس اقليم كردستان لإنهاء التعاون العسكري بين اربيل وواشنطن.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد