العراق: تعديل وزاري وشيك والعنف مستمر
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى إجراء تعديل وزاري شامل على حكومته. وبينما حصدت التفجيرات خلال الساعات الماضية حياة نحو 60 عراقيا، عثرت الشرطة على 75 جثة مجهولة الهوية في بغداد وديالى والموصل، في حين لقي أربعة جنود بريطانيين وثلاثة جنود أميركيين مصرعهم في مواجهات بالبصرة والأنبار.
وقال بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة أمس إن المالكي وصف في كلمة ألقاها في جلسة مغلقة أمام البرلمان التعديل الجديد بأنه يأتي ضمن "ضوابط وقياسات تناسب المرحلة الحالية" في البلاد.
وفي تصريحات أدلى بها السبت ونشرت الأحد قال المالكي إنه من خلال هذا التعديل تبعث الحكومة برسالة إلى جميع الوزراء فحواها أن بالإمكان إبدالهم إذا لم يحققوا نجاحا في مناصبهم.
وأشار المالكي إلى أنه ليس من الضروري أن يلتزم في توزيع الحقائب الوزارية بنظام "المحاصصة" أو عدد المقاعد التي تشغلها التكتلات في البرلمان، لكنه سيعين من يتمتعون بالكفاءة للقيام بمهامهم.
وكان المالكي قد تعهد في أغسطس/آب الماضي بإقالة عدد من الوزراء لكن تصريحاته لم تدخل حيز التنفيذ ولم يتضح بعد مدى النجاح الذي سيحققه هذه المرة.
وتوقع رئيس الوزراء العراقي أن يكون التغيير في السياسة الأميركية حيال بلاده بعد فوز الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس طفيفا وليس إستراتيجيا، وذلك في حديث لرؤساء تحرير الصحف.
كما انتقد المالكي موقف عدد من الشركاء في العملية السياسية في بلاده وقال إنهم "ليسوا عند مستوى المسؤولية", داعيا إياهم إلى "التهدئة وليس إلى إيجاد المشاكل التي تؤجج النيران حيث إن هناك من يفكر بعقلية طائفية".
جاء إعلان المالكي عن خططه بعد ساعات من هجمات خلفت نحو 60 قتيلا غالبيتهم من المتطوعين في الشرطة، إضافة إلى عشرات الجرحى. وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أعنفها وهي تلك التي سقط فيها 35 قتيلا و60 جريحا عندما فجر انتحاريان يرتديان أحزمة ناسفة نفسيهما وسط تجمع للمتطوعين في الشرطة قرب مقرها في ساحة النسور بحي القادسية غرب بغداد.
وأعلنت مصادر في وزارة الداخلية مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة عدد آخر في أعمال عنف متفرقة. وأضافت أن خمسة أشخاص بينهم شرطي قتلوا وأصيب سبعة آخرون في انفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة قرب ساحة الطيران في منطقة باب شرقي وسط بغداد.
وفي تطور متصل قالت مصادر أمنية عراقية إن الشرطة عثرت على أكثر من 75 جثة مجهولة الهوية في بغداد وديالى والموصل. ففي العاصمة اكتشفت 22 جثة مصابة بطلقات نارية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت مصادر وزارة الداخلية إنه تم دفن نحو 40 جثة مجهولة الهوية أمس سلمت إلى المشرحة في بعقوبة خلال الأسابيع القليلة الماضية ولم يطالب بها أحد. كما عثرت الشرطة أمس على 12 جثة في الموصل، واكتشفت قوات الأمن في المحاويل جنوب بغداد جثتي شخصين قتلا بالرصاص.
وفي السياق نفسه قالت مصادر طبية رفضت الكشف عن هويتها بسبب المنع الحكومي لإعطاء أرقام القتلى، إن مشرحة بغداد استقبلت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده 1600 جثة لعراقيين قتل معظمهم رميا بالرصاص.
ومقابل شلال الدم العراقي قتل أربعة جنود بريطانيين وثلاثة جنود أميركيين في مواجهات بالبصرة والأنبار.
وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن أربعة من جنودها قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون "بجروح خطرة أو خطرة جدا" إثر هجوم بعبوة ناسفة استهدف دوريتهم في شط العرب قبالة مدينة البصرة بجنوب العراق أمس.
وبذلك يرتفع إلى 125 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق منذ اجتياحه في مارس/آذار عام 2003.
وفي تطور آخر أعلن الجيش الأميركي وفاة ثلاثة من جنوده متأثرين بجروح أصيبوا بها جراء ما وصفه بعمل معاد في محافظة الأنبار السبت الماضي.
وبذلك يرتفع إلى 2844 عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق استنادا إلى أرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد