العجز يهدد الأنترنت بعد ثلاث سنوات
حذرت دراسة تحليلية جديدة من وقوع شبكة المعلومات الدولية في أزمة بسبب قدرات بنيتها التحتية المحدودة التي تنوء بأعباء بيانات هائلة.
واعتبر محللون من مجموعة نمَرتِس للأبحاث أن شبكة الإنترنت يمكن أن تعاني من تباطؤ حاد بحلول عام 2010، حيث سيتجاوز حجم البيانات المحملة قدرة الشبكة على الاحتمال.
وكان فريق أبحاث نمرتس قد أمضى العام الماضي في تحليل مستويات تدفق البيانات والمعلومات عبر شبكة المعلومات الدولية والبنية التحتية الأساسية التي تتحمل تلك المعلومات. وخلص الفريق إلى أن الشبكة معرضة لاختناقات خطيرة في غضون السنوات الخمس القادمة.
ويقول باحثو نمرتس إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الألياف الأساسية وموارد التحويل والتوجيه ستكون متناسبة بشكل جيد لتدعم افتراضيا أي طلب مُتصوّر للمستخدمين.
لكن البنية التحتية للدخول إلى شبكة المعلومات الدولية، خاصة في أميركا الشمالية، لن تبقى كافية لتقديم الدعم لطلبات المستخدمين بعد ثلاث إلى خمس سنوات.
وتشير تقديرات نمرتس إلى أن الاستثمارات المالية التي تتطلبها إتاحة الدخول أو الوصول إلى الإنترنت وذلك لتضييق الفجوة القائمة بين الطلب (الفعلي) والقدرة (المتاحة)، تتراوح بين 42 و55 مليار دولار، أي أكثر من الاستثمارات التي تخطط لها حاليا شركات خدمات الإنترنت بـ60-70% .
ولا يتصور معدو التقرير أن تفشل شبكة الإنترنت أو يتوقف تشغيلها فعلا، بل يتوقعون أن تتردى الأوقات اللازمة للدخول إلى الشبكة وقيود نطاق التردد العريض إلى مستويات تعرقل الابتكار بشكل كبير.
فوفقا لتقرير فريق أبحاث نمرتس، الجيل القادم من يوتيوب (YouTube) على سبيل المثال، لن يكون ممكنا في ضوء هذا السيناريو.
كذلك ستتعرض التجارة الإلكترونية لضربة شديدة نظرا لعدم انتظام أوقات الوصول إلى الإنترنت، وانسداد السبل بوجه العملاء، فيصبحون أقل قدرة على إجراء عمليات الشراء.
بيد أن مؤسسات الأعمال ستعاني أقل بكثير، ذلك أن معظم هذه المؤسسات يتمتع بمزايا الوصول إلى نطاق الاتصالات السريعة للشبكة، وهي غير متاحة للمستهلكين الأفراد. ويلفت تقرير نمرتس النظر إلى أن المستهلكين هم غالبا غير قادرين على شراء هذه التوصيلات المكلفة.
ومن التأثيرات الإضافية لأزمة الوصول بواسطة "نطاق التردد العريض" عند أطراف الشبكة زيادة الفجوة في الحصول على خدمات الإنترنت بين الموسرين (أغلبهم مؤسسات أعمال) والمعوزين إلكترونيا (أكثرهم مستهلكون أفراد).
وقد ردد التقرير أصداء تحذيرات سابقة لقائد فريق البحث والتطوير الدكتور لاري روبرتس، الذي قام ببناء شبكة آربانت (Arpanet)، سلف الإنترنت. وكان روبرتس قد حذر الشهر الماضي من وقوع شبكة الإنترنت في مآزق خطيرة ما لم يُنجَز تقدم تكنولوجي جاد في الربط الشبكي.
وكان تقرير "برنامج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية في المنطقة العربية" لعام 2006، قد وجد أن مؤشرات الجاهزية المعلوماتية في العالم العربي بصورة عامة ليست جيدة، وتشمل عدد مستخدمي الحواسيب، وعدد خريجي المعاهد التكنولوجية، وكلفة الاتصال بشبكة الإنترنت وغيرها، إلا أن ثمة تفاوتا شديدا بين الدول العربية في هذا الصدد.
ويظهر التقرير أن في العالم العربي بلادا أسبق في ميدان الجاهزية المعلوماتية من غيرها، ثم نجد في الدولة الواحدة مناطق أكثر تقدما من غيرها.
أما الفجوة الرقمية، سواء بين البلاد العربية والعالم، أو داخل البلاد العربية ذاتها، فهي امتداد لفجوات اقتصادية واجتماعية قائمة، ولا يمكن معالجة الظاهرة إلا من جذورها.
مازن النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد