العثور على رسالة غير منشورة سابقاً من كامو إلى سارتر
الجمل ـ ترجمها عن الفرنسية "ستالين": "تم العثور مؤخراً على رسالة مطولة غير منشورة من قبل موجهة من كاتب رواية "الغريب" إلى أب الوجودية أرسلها له قبل أشهرٍ قليلة من انفصالهما العنيف.
هذه الرسالة تبين بكل تأكيد العلاقات الممتازة بين هذين المثقفين الفرنسيين وذلك حتى ما قبل انفصالهما العنيف سنة 1952 . الجدير ذكره أنه تم في العام الماضي كشف النقاب عن كلمة قصيرة وجهها كامو إلى سارتر تضيء على العلاقات ما بين الفيلسوفين اللذين يحفظ التاريخ لهما جدالهما العالي النبرة الذي أعقب صدور رواية كامو " الرجل الثائر"والتي انتقدها سارتر.
من المحتمل أن كامو قد كتب هذه الرسالة الوجيزة في الفترة ما بين عام 1943، تاريخ أول لقاء بينهما، و 1948 ، السنة التي صدرت فيها رواية "الأيدي القذرة".
بالعودة إلى الرسالة التي أميط اللثام عنها مؤخراً والتي أكد صدقيتها أحد الخبراء في هذا المجال فهي أطول بكثير من الأولى ويعود تاريخها إلى ربيع العام 1951. " كانت هذه الرسالة بحوزة أحد جامعي المخطوطات الموقعة بخط يد صاحبها وقد حصل عليها في سبعينيات القرن الماضي وقد حافظ عليها منذ ذلك الحين واضعاً إياها في مغلف فوق مدفأة منزله" كما صرح بذلك لوكالة الصحافة الفرنسية نيكولا ليانغ وهو من عهد إليه ذلك الهاوي بالرسالة وهو يعمل في مكتبة/ Le Pas Sage / (الخطوة الحصيفة) الباريسية المختصة بآداب القرنين التاسع عشر والعشرين . أضاف نيكولا ليانغ قائلاً :" تم بيع الرسالة إلى أحد هواة المجموعات على رأس مجموعة من أجمل المجموعات عن كامو منذ أسبوع".
تبدأ الرسالة المكتوبة والموقعة بخط كامو ب " عزيزي سارتر" وتنتهي بعبارة " أشد على يدك". في الرسالة يوصي كاتب "الغريب" سارتر وينصحه بإعتماد الممثلة " آميندا فالس، وهي صديقة لماريا(ماريا كاساريس التي تعرف عليها كامو منذ عام1944، ملاحظة من هيئة التحرير) وصديقتي، إسبانية جمهورية وذات صفات إنسانية رائعة".
في بداية العام 1951 كان سارتر منهمكاً بالإعداد للعرض الأول لمسرحيته " الشيطان والإله" والتي عرضت للمرة الأولى بتاريخ 7 حزيران 1951 على خشبة مسرح أنطوان. لعبت ماريا كاساريس دور هيلدا ولم تكن آميندا فالس من ضمن أعضاء فريق المسرحية.
ليس هناك من تاريخ للرسالة ولكن من المحتمل أنها كتبت ما بين آذار ونيسان، أي قبل أشهر قليلة من فراقهما. يثير كامو في بضعة أسطر "موقف مورياك المثير للإشمئزاز" بعد وفاة أندريه جيد،في 19 شباط 1951 . في تلك الفترة، في شهر آذار بالذات كتب سارتر، الذي أطلقت عليه ايريس مردوخ لقب "العقلاني الرومنطيقي" ، في نشرته " الأزمنة الحديثة" مرثيةً بعنوان "جيد حياً". كتب كامو الرسالة من منزله في شارع مدام والذي أقام فيه من عام 1950 حتى 1954 .
بعد عدة أشهر من هذه الرسالة قامت دا ر غاليمار بنشر "الرجل الثائر" والتي أثارت إعتراض ورفض سارتر والتي كانت سبباً رئيساً في القطع بينهما وفي قيام الكاتب الوجودي بالتخلص من كل مراسلاتهما تقريباً بعد أن استهجن ما أسماه " القصور الفلسفي" لدى كامو.
عن الفيغارو : رابط المقال
إضافة تعليق جديد