الطوارق يعلنون انتهاء عملياتهم بعد إعـلان دولتهم في شمال مالي
أعلنت «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» الانفصالية في مالي أمس، على موقعها الالكتروني انتهاء العمليات العسكرية في شمال البلاد، ودعت المجتمع الدولي إلى حماية «دولة أزواد» التي أنشأتها حديثاً على مشارف الصحراء الكبرى.
واجتاح متمردو الحركة الوطنية وجماعة «أنصار الدين» الإسلامية المتشددة شمال مالي الأسبوع الماضي وأجبروا القوات الحكومية على الانسحاب من كيدال وجاو وتمبكتو وهي المناطق الثلاث التي تقول الحركة الوطنية لتحرير أزواد إنها ستقيم دولتها الجديدة عليها في شمال مالي. وقالت الحركة في بيانها «تعلن الحركة الوطنية لتحرير أزواد وقف العمليات العسكرية من جانب واحد.. ابتداء من منتصف ليل يوم الخميس الخامس من نيسان 2012».
وأشار البيان إلى أن قوات «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» لا تعتزم التقدم جنوباً للسيطرة على مناطق أخرى غير مواقعها الحالية. بينما أعلنت جماعة «أنصار الدين» أنها تريد تطبيق الشريعة في شتى أنحاء مالي ولم تضع إلى الآن حدوداً لمدى تقدمها.
وطالبت الحركة الوطنية في بيانها المجتمع الدولي بحماية «أزواد»، بينما رفضت الدول الأفريقية والهيئات العالمية بالإجماع فكرة انفصال شمال مالي، فيما وصف وزير التعاون الفرنسي هنري دو رانكور قرار «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» بإنهاء العمليات العسكرية في شمال مالي بـ«الخطوة المهمة».
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إنه لن يكون هناك حل عسكري للتمرد الذي يقوده الطوارق في شمال مالي داعياً إلى تغليب الحوار السياسي، وحثّ على التعاون الإقليمي لمحاربة توسع تنظيم القاعدة في المنطقة.
وقال جوبيه إن باريس على اتصال بالأطراف المختلفة في مالي بما في ذلك «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» والتي اعتبرها ذات مصداقية. وأضاف إن هناك فرقاً واضحاً بين تلك الحركة التي تسعى للاستقلال وجماعة «أنصار الدين» التي «اخترقها» تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مشيراً إلى أن لدى الجماعة « هدفاً آخر وهو إقامة نظام إسلامي في مالي وفي منطقة الساحل... لا أرى كيف يمكن أن نجري حواراً مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتمثل هدفه في قتل مواطنينا».
وأكد جوبيه ضرورة « أن تتنحّى المجموعة العسكرية التي استولت على السلطة في 22 آذار الماضي وأن يتولى رئيس الجمعية الوطنية المالية أو شخصية أخرى السلطة الدستورية، وتجب مساعدة هذه السلطة من أجل وقف تقدم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
في هذه الأثناء، احتل إسلاميون مسلحون قنصلية الجزائر في مدينة غاو شمالي شرقي مالي ورفعوا العلم السلفي الأسود واحتجزوا عدداً من الدبلوماسيين الجزائريين. وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية اختطاف قنصلها بمدينة غاو شمالي مالي وستة موظفين كانوا داخل القنصلية من قبل «جماعة مجهولة» بعد الاعتداء على مقر القنصلية.
وذكّر بيان الخارجية الجزائرية أنه تم اقتياد القنصل وستة من عناصر القنصلية الجزائرية إلى وجهة مجهولة. وأضاف البيان إنه «تمّ تشكيل لجنة لمتابعة تطور هذه القضية وتسخير كل الوسائل الضرورية لعودة مواطنينا سالمين».
والعلاقة بين «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» وجماعة «أنصار الدين» المقرّبة من «تنظيم القاعدة في المغرب العربي» متوترة. ويقول محللون إن اشتباكاً قد يندلع قريباً بين الجماعتين نظراً لتعارض أهدافهما.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد