الصرافون يثـيـرون احتجاجـات فـي إيــران وكلينتـون تهدد: تنازلـوا نوويـاً تسـلـمـوا
انفجرت احتجاجات في الشارع الإيراني أمس، بعدما أدت حملة الاعتقالات التي طالت الصرّافين غير القانونيين إلى صدامات ومواجهات مع المحتجين في طهران، في محاولة منها لاحتواء الأزمة المالية التي تعصف باقتصادها منذ الأسبوع الماضي.
وعلى وقع الاضطرابات، صبّت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيتها على نار الأزمة الإيرانية، عندما أكدت أن سياسة الحكومة هي المسؤولة عن تردّي الوضع المالي، إلا أنها لمّحت بأن الباب لا يزال مفتوحاً أمام الإيرانيين لتخفيف العقوبات.
وفي الوقت الذي لم يبق فيه للإسرائيليين إلا الصلوات، أعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عن أمله باختفاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يشكّل «تهديداً» لأمن إسرائيل.
واندلعت صدامات بين محتجين ورجال الشرطة في وسط طهران أمس، في أول مؤشر على الاضطرابات الشعبية على خلفية أزمة العملة الإيرانية التي تسجل انخفاضاً تاريخياً.
ودخل المئات من رجال شرطة مكافحة الشغب حي الفردوسي الذي تنتشر فيه محلات الصرافة، واعتقلوا عدداً من الصرّافين غير القانونيين، وأمروا بإغلاق مكاتب الصرافة المرخصة وغيرها من المتاجر، بحسب ما أفاد شهود عيان، حيث شوهد رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي والملابس المدنية وهم يقومون باعتقال العديدين.
وارتفعت أعمدة الدخان من موقعين في المنطقة، حيث بدا أن الدخان يتصاعد من حاويتي قمامة كانت إحداهما إلى جانب السفارة البريطانية التي أخليت العام الماضي. ولم يكن بالإمكان تحديد المصدر الثاني للدخان، حيث قامت الشرطة بإبعاد المشاة والسيارات عن المنطقة.
واندلع احتجاج في البازار الكبير التاريخي في طهران الذي يضم عدداً من المتاجر المهمة للمدينة، إلا أن الشرطة سارعت إلى إخماده.
وأشار قائد الشرطة الوطنية الجنرال إسماعيل احمدي مقدم إلى أن وحدة خاصة مؤلفة من قادة الشرطة ومسؤولين اقتصاديين من الحكومة قد تشكلت «لمواجهة من يشيّعون الاضطراب في سوق العملة».
وأضاف مقدم أن «تقييم البنك المركزي يفيد بأن الناس يحتفظون بكمية كبيرة من العملة والذهب في منازلهم ما ينعكس سلباً على الاقتصاد».
وتابع «مع الأسف يظن البعض أن رأسمالهم سينهار بسبب انهيار العملة، ويهرعون إلى أسواق العملة والذهب، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع الأسعار».
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، في حديث مع الصحافيين، إن الحكومة الإيرانية هي المسؤولة عن أزمة عملتها التي شهدت انخفاضاً شديداً في الأيام الأخيرة.
وصرحت كلينتون «أعتقد أن الحكومة الإيرانية تتحمل مسؤولية ما يجري داخل إيران، وهي التي يجب أن تحاسب على ذلك»، مؤكدة أن الوضع يمكن أن يعالج إذا غير النظام نهجه في المفاوضات بشأن برنامجه النووي. ولوحت كلينتون بإمكانية تخفيف العقوبات عن إيران سريعاً إذا كانت طهران مستعدة للعمل مع القوى الكبرى للرد على تساؤلات بشأن برنامجها النووي.
وعندما سئلت بشأن الاحتجاجات على انهيار العملة الإيرانية، قالت كلينتون «اتخذوا قراراتهم الحكومية التي لا علاقة لها بالعقوبات، والتي أثرت على الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد».
وأضافت «بالطبع كان للعقوبات تأثير أيضاً، لكن هذا يمكن علاجه خلال فترة وجيزة إذا كانت الحكومة الإيرانية مستعدة للعمل مع مجموعة الخمسة زائد واحد وباقي المجتمع الدولي بإخلاص».
وتعليقاً على الأحداث، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أن الموقع المستقل للشعب الإيراني وعدم الاستسلام لنظام الهيمنة، هما السبب الرئيسي لجميع الضغوطات، متعهداً بأن بلاده لن تستسلم للضغوط الغربية التي تهدف إلى إجبارها على التخلي عن برنامجها النووي.
وأعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أمس عن أمله «باختفاء» الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، الذي ينهي ولايته الثانية في العام 2013. ونقل بيان صادر عن مكتب بيريز قوله «أصلي لأن تكون السنة القادمة أعظم سنة في تاريخ دولة إسرائيل، وأن يختفي أولئك الذين يهددوننا مثل احمدي نجاد. سننتصر عليهم».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد