السيرة الذاتية لطه ياسين رمضان
ظل طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي السابق، لوقت طويل يشكل جزءا لا يتجزأ من الحلقة الضيقة والمتنفذة المحيطة بالرئيس العراقي المقتول صدام حسين حتى سقوط نظامه في شهر نيسان/إبريل من عام 2003.
وقد اعتبر رمضان من أكثر المقربين لصدام ومن الأشخاص الذين أسهموا إلى حد كبير في تنفيذ سياساته على الأرض وبسط قبضته الحديدية على عموم البلاد.
في الثاني عشر من شهر شباط/فبراير من عام 2007، أصدرت المحكمة العراقية العليا حكما يإعدام رمضان شنقا حتى الموت بعد أن كان قد حوكم مع صدام بشأن مقتل 148 شخصا من الشيعة في قرية الدجيل عام 1982.
وكان قد حكم على رمضان أواخر العام الماضي بالسجن المؤبد بسبب دوره في أحداث الدجيل، إلا أن محكمة الاستئناف أوصت بتشديد العقوبة إلى الإعدام.
حكم الاعدام على رمضان قوبل بردود فعل دولية مختلفة، وطالبت منسقة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لويز أربور، بعدم تنفيذ الحكم الذي اعتبرته "خرقا للقانون الدولي".
وجاء تأكيد حكم الإعدام على رمضان بعد تنفيذ الحكم بصدام بأربعة وأربعين يوما.
وكان المحامي المكلف بالدفاع عن رمضان، عادل محمد عباس الزبيدي، قد لقي مصرعه بعد تعرضه لاطلاق نار على أيدي مسلحين في في بغداد.
اعتقل رمضان في مدينة الموصل شمال العراق في 18 أغسطس/آب 2003 من قبل مقاتلين أكراد، وتم تسليمه إلى القوات الأمريكية بعد أربعة أشهر من سقوط نظام صدام.
كان اسم طه ياسين رمضان قد ورد في قائمة الـ 55 التي وضعتها الولايات المتحدة لكبار المطلوبين من النظام العراقي السابق.
وكان رمضان من أعضاء مجلس قيادة الثورة وقائدا للجيش الشعبي، وهو تشكيل عسكري ضخم تابع لحزب البعث وقد تم تأسيسه عام 1991 عندما أصبح رمضان نائبا للرئيس وكانت مهمته حماية النظام.
يرتبط اسم رمضان بأعمال قمع المسلمين الشيعة أثناء انتفاضتهم ضد النظام عام 1991 وكذلك بمقتل الآلاف من الأكراد في مدينة حلبجة بعد ضربها عام 1988 بقنابل الغازات السامة.
كان رمضان أحد الناجين القلائل ممن شاركوا في انقلاب عام 1968 الذي جاء بحزب البعث إلى السلطة.
كما شغل مناصب رفيعة عدة في نظام صدام خلال الـ35 سنة التي أمضاها حزب البعث على رأس السلطة في العراق.
من بين المناصب التي شغلها رمضان في السبعينيات من القرن الماضي منصب وزير الصناعة، وينقل عنه قوله لبعض زملائه في ذلك الحين:
"أنا لا أعلم أي شيء عن الصناعة. وكل ما أعرفه هو أن أي شخص لا يعمل بجد سيعدم".
ولد طه ياسين رمضان في مدينة الموصل لعائلة فلاحية فقيرة وعمل كموظف في أحد البنوك بعد إتمام دراسته الثانوية.
تدرج في صفوف حزب البعث وانضم إلى مجلس قيادة الثورة في أعقاب نجاح الانقلاب الذي نفذه الحزب في العراق.
أوفد صدام رمضان كمبعوث شخصي له في العديد من الجولات الخارجية نظرا للثقة التي كان يوليه إياها.
كما كان على ما يبدو مطيعا مخلصا جدا لأوامر رئيسه صدام، حتى أنه فقد ذات يوم 27 كيلوغراما من وزنه إثر انتقاد الرئيس لوزرائه بأنهم أخذوا يسمنون جداً.
وعرف عن رمضان في الخارج أنه من الصقور الذين لا يجيدون انتقاء كلماتهم، فقد اقترح مرة أن يصفي الرئيسان صدام حسين والأمريكي جورج دبليو بوش خلافاتهما في مبارزة ثنائية يستخدم كل منهما السلاح الذي يريد.
وقد هاجم في مرة أخرى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عندما اقترحت بلاده على صدام أن يتنحى عن الحكم في أوائل عام 2003 تجنبا للغزو الأمريكي لبلاده.
وخاطب رمضان الوزير السعودي قائلا: "أنت خاسر. أنت مرؤوس تابع وعميل...فلتذهب إلى الجحيم".
ووصف رمضان مرة حرب الخليج عام 1991 بأنها نصر لبغداد طالما أنها كانت علامة "بداية القول 'لا' لقوى العدوان".
وقام مع نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز ووزير الخارجية ناجي صبري بجولات على الدول العربية خلال الفترة التي سبقت الاستعدادات للحرب مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقل عنه في إحدى تلك الجولات كلامه: "تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية لن تخيفنا".
وأظهرت الولايات المتحدة اهتماما خاصا بشخصية رمضان ودوره قبيل الحرب على العراق، وذلك بعد حديث المعارضة العراقية وقتئذ عن استضافته في بغداد عام 1998أيمن الظواهري، نائب زعيم تنظيم القاعدة.
في مقابلة له مع محطة تلفزيون إم بي سي الفضائية قبيل الحرب بقليل، قال رمضان إن إدارة بوش "صهيونية...لا بل هي أكثر صهيونية من اليهود أنفسهم".
نجا رمضان من العديد من محاولات الاغتيال التي استهدفته وكانت بينها محاولتان الأولى عام 1997 والثانية عام 1999.
تقول بعض التقارير إن رمضان اختلف مع صدام بشأن السياسات الاقتصادية عام 1980. وعلى العكس من اولئك الذين أثاروا مثل تلك القضايا مع الرئيس العراقي السابق، فقد قدر لرمضان أن يحيا ليروي القصة بنفسه.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد