السنيورة أول رئيس حكومة لبناني يقيم في السراي
السراي الحكومي او «السراي الكبير» كما هو معروف في لبنان الذي يلازمه رئيس الحكومة اللبناني مع عدد من وزرائه منذ تسعة أيام، صرح اثري يعود إلى القرن التاسع عشر، وقد دمر خلال الحرب وأعيد اعماره بمبادرة من رئي الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري.
وفي عام 1840 السلطات العسكرية العثمانية على التلة التي يقع عليها السراي اليوم مقرا لأجهزتها العسكرية والمدنية، وأطلق عليه البيروتيون اسم «القشلة» وهي كلمة تركية تعني الثكنة أو مقر الجنود. وكانت القشلة مؤلفة من طابق ارضي واحد، واستكمل بناؤها في 1856 مع طابق سفلي جزئي لإيواء الخيول.
وتم توسيعها وإعطاؤها شكلها النهائي بين 1877 و1894. ثم تحول المبنى إلى مقر للحكام العثمانيين. ومنذ ذلك الحين، بدأ اسم «القشلة» يتحول إلى «سراي الولاية» ثم أصبح «السراي الكبير».
مع الانتداب الفرنسي الذي بدا سنة 1918، تحول السراي إلى مقر للحاكم الفرنسي أو المفوض السامي. وغاب اسم السراي الكبير ليحل محله اسم «المفوضية العليا». وادخل الفرنسيون بعض التعديلات والإضافات على المكان. وكان بشارة الخوري، أول رئيس للبنان بعد الاستقلال، أول من اتخذ من السراي الكبير مقرا له قبل أن ينتقل الى مكان آخر.
فأصبح السراي مقرا لحكومة أول رئيس حكومة بعد الاستقلال رياض الصلح ومن ثم الحكومات المتعاقبة. في سنة 1976 وخلال سنوات الحرب اللبنانية (حتى 1990) أصيب السراي بأضرار كبيرة نتيجة القذائف التي سقطت عليه والحرائق التي اندلعت فيه واتت على معظم أجزائه. وبدأ العمل في إعادة بناء السراي بمبادرة من الحريري في إطار خطط الحكومة اللبنانية لإعادة اعمار وسط بيروت.
وانتهى العمل فيه في 1998 بعد 900 يوم عمل. وحاول القيمون على إعادة بنائه والمهندسون الحفاظ بقدر الإمكان على طابعه الأثري القديم، مع المزج بين الفنون العثمانية والأوروبية واللبنانية والعربية لتكون جدران السراي وزخرفاته شاهدا على تاريخه. وتضمن المقر الجديد جناحا خاصا لسكن رئيس الحكومة، وهو الجناح الذي انتقل إليه منذ الصيف الماضي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وأفراد عائلته. وهو أول رئيس حكومة يقيم فيه.
فالحريري لم يستخدم هذا الجناح، ولا أي من رؤساء الحكومات الثلاث الذين تعاقبوا على السلطة منذ إعادة اعمار السراي. كما يضم المقر جناحا خاصا للضيوف هو الذي يشغله حاليا الوزراء المقيمون في السراي «لأسباب أمنية».
السراي الكبير الذي تحول بعد الحرب إلى صرح يقصده السياح للتفرج على هندسته وواجهاته وزخرفاته الأثرية ولو من الخارج، يحيط به اليوم عدد كثيف من الآليات والقوى الأمنية وسياج من الأسلاك الشائكة التي تفصل بين سكانه وبين المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح الذين يطالبون بسقوط حكومة السنيورة
المصدر : أ ف ب
إضافة تعليق جديد