السفير السوري في واشنطن يسخر من أكاذيب الكونغرس النووية
أكد السفير السوري لدى واشنطن الجمعة أن الموقع الذي قصفته طائرات حربية إسرائيلية في سبتمبر/أيلول الماضي كان مرفقاً عسكرياً مهجوراً وأي مزاعم أخرى بأنه مرفق نووي أمر "مثير للسخرية."
وأضاف السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى، إن الصور التي عرضتها الولايات المتحدة عليه الخميس "لا تثبت أي شيء" وأنها لم تلتقط "في سوريا" ولا يوجد دليل على أن الصور لموقع في سوريا.
وأوضح مصطفى قائلاً: "لقد عرضوا عليّ صوراً من داخل مبنى في مكان ما في العالم"، مشيراً إلى أن الصور تبيّن موقعاً واحداً في المبنى لا يتوافر معه مصدر للطاقة أو أية مرافق أخرى مجاورة، مثل محطة معالجة لاستخلاص اليورانيوم من الوقود الذري، لتشغيل البرنامج النووي.
وقال السفير السوري في واشنطن: "كان عليّ أن أتساءل هل هذه هوليوود أم مقر وزارة الخارجية الأمريكية" ووصفها بأنها مجرد حالة تذكرنا بـ"الحالة العراقية."
وكشف مصطفى أن التعاون مع كوريا الشمالية عبارة عن "أنشطة استخباراتية مشروعة بالكامل.. وليس هناك أي شيء غير قانوني فيه، وهذا الأمر قطعي ونهائي."
وقال إن سوريا "ليست غبية بما يكفي" لإنشاء مرافق ذرية في وسط الصحراء دون أن تكون هناك أي حواجز عسكرية أو أسلاك شائكة تحيط بالمرفق، وليس لديها أي خطة أو مشروع للحصول على التكنولوجيا النووية حتى لأغراض سلمية.
وأضاف أن بلاده "محتارة" للسبب الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية لطرح مثل هذه القضية، موضحاً أنه يشك بأن إدارة الرئيس جورج بوش تستغل هذه الحالة لخلق أزمة في الشرق الأوسط ويستحوذ على دعوات الكونغرس للدخول في محادثات مع دمشق.
ووصف هذه المزاعم بأنها "سخيفة" ومجرد موقف متشدد حيال سوريا.
وأشار إلى أن للولايات المتحدة تاريخ في محاولات إثبات أن دولاً أخرى لديها كميات كبيرة من أسلحة الدمار الشامل، وقارن بين الاتهامات الموجهة لبلاده بكلمة وزير الخارجية الأمريكي السابق، كولن باول، في الأمم المتحدة حول مزاعم أسلحة الدمار الشامل العراقية.
وطلب مصطفى من الصحفيين ألا يقعوا ضحية هذا (الخداع).
وكان مصطفى صرح في وقت سابق بأن الاتهام يشكل "خدعة سخيفة" لأن دمشق "لم تمتلك يوماً برنامجاً نووياً."
واتهم مصطفى أشخاصاً لم يحددهم بإثارة هذه القضية بوجه دمشق بسبب الغضب الذي ينتابهم حيال المفاوضات التي تجريها واشنطن مع كوريا الشمالية لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي.
وذكّر مصطفى بما حدث قبل غزو العراق لجهة اتهام بغداد بامتلاك أسلحة دمار شامل قائلا: "هذا هو الأسلوب عينه الذي استخدم حول العراق وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها.. هذه الإدارة تمتلك سجلاً موثقاً من الأكاذيب المختلقة."
وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، قد انتقد واشنطن الجمعة، بسبب عدم إبلاغه بالمعلومات الاستخباراتية التي بحوزتها حول برنامج سوريا النووي و"مفاعلها" الذي قالت الولايات المتحدة أنها كانت تبنيه بمساعدة من كوريا الشمالية.
كما انتقد البرادعي إسرائيل و"استخدامها القوة بقرار أحادي" في إشارة إلى الغارة التي نفذتها ضد المنشأة التي يعتقد أنها احتوت "المفاعل،" معتبراً أن ذلك يضر بدور الوكالة المختصة بالتحقق من كافة النشاطات النووية حول العالم بموجب معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد