الرقابة التموينية بريف دمشق غائبة عن الأفران و المخالفات بالجملة

يبدو أن الرقابة التموينية بريف دمشق تعيش حالة من السبات السريري في الفترة الأخيرة نتيجة الضعف الواضح على مراقبة آلية عمل الأفران الخاصة والعامة في مناطق الزبداني ودوما والغوطة الشرقية وعدرا العمالية
 
وبدا ذلك واضحاً من الشكاوى المتعددة حول سوء تصنيع الخبز في بعض الأفران الخاصة والعامة بريف دمشق، وظهور حالات غش في أفران الزبداني التي تبيع الخبز بطريقة جديدة وهي بيع بالعدد، الأمر الذي يخفف من وزن ربطة الخبز، إضافة إلى إعادة نقع فتات الخبز وعجنه والنقص بالأوزان وعدم تصنيع كامل المخصصات وسوء تصنيع الخبز والتوقف عن العمل دون التقيد بالدوام اللازم.
وشملت الشكاوى أفران منطقة الزبداني والغوطة الشرقية ودوما وصحنايا حيث يتم بيع الخبز بالعدد ونقص الوزن في مبيع ربطات الخبز وعدم تصنيع كامل المخصصات من الدقيق التمويني.
وقال خالد الشيخ من سكان دوما: إن بعض الأفران لا تلتزم بوزن ربطة الخبز المحدّد بـ1450 غراماً وتباع بسعر 15 ليرة والمنتجة لدى مخابز القطاع الخاص. مبيناً أنه من خلال متابعة الأفران التي شملت 4 أفران قطاع خاص و3 أفران لشركة المخابز، لوحظ أنه يتم التلاعب بالوزن إذ إن وزن الربطة يتراوح بين 1200- 1300غ، إضافة إلى التلاعب بنسب الرطوبة وهذا كان واضحاً بشكل كبير في أفران القطاع الخاص.
وبيّن حكم «موظف» أنه رغم وجود فرن للخبز في قرية حلا والجودة العالية للخبز يخرج الرغيف بحالة سيئة فإن أهالي القرية يبحثون عن أشخاص يجلبون لهم الخبز من خارج القرية لكي يتذوقوا طعم الخبز الحقيقي، كما إننا بحاجة لكولبة لبيع خبز الدولة وتأمين بائع يعامل الناس معامله لائقة.
بينما المخابز الخاصة في منطقة الزبداني تنتج رغيفاً غير مطابق للمواصفات وبعض أصحاب الأفران لا يتقيد بالميزان حيث يعد الأرغفة دون وزن حسبما قاله شاهد عيان، مشيراً إلى أنه يتم بيع الخبز لأصحاب المحلات بكميات كبيرة ولا يبيع للناس سوى القليل حيث نبقى لأكثر من ساعة حتى نحصل على خبز بقيمة 25ليرة كما أننا بحاجة لكولبات لبيع خبز الدولة في بعض الحارات، إضافة إلى تأمين بائع يعامل الناس معاملة لائقة.
وأما مخبز عدرا العمالية الحكومي فإن العاملين فيه بحاجة إلى تأهيل للالتزام ببيع 3 ربطات للمستهلكين وتأهيل للالتزام بالمعاملة اللائقة مع الناس واحترام الأنظمة الصحية فعمال المبيع يضعون السجائر في أفواههم وتتطاير أعقاب السجائر مع الخبز دون أي احترام للقانون الذي يمنع التدخين ويتعرض أي مشتر للازدراء مهما بلغ أدبه أو عمره من العمال إذا طلب أن يسلم له الخبز بالربطة. وهذا مؤشر أن لا أحد من وزارة الاقتصاد قام بإيضاح الالتزامات الواجبة على العاملين في هذه المهنة.
مدير الاقتصاد والتجارة بريف دمشق يوسف سرور أكد أن دوريات حماية المستهلك في المديرية نظمت أكثر من 8 ضبوط تموينية في الزبداني منذ بداية العام الحالي شملت البيع بالعد وتصريف الدقيق التمويني، وأكثر من 10 ضبوط تموينية في باقي مناطق المحافظة بمخالفات عدم تسجيل حركة الدقيق والتقيد بأوقات العمل وغياب لوحات الدلالة وعدم الجاهزية الفنية خلال الشهر الماضي.
وأضاف سرور الذي أكد شكوى الأهالي ببيع الخبز بالعدد: إن عناصر الرقابة الداخلية نظمت 80 ضبطاً تموينياً خلال العام الماضي تركزت على مخالفات نقع فتات الخبز بقصد إعادة عجنها. وبمخالفة سوء تصنيع الرغيف وعدم تصنيع كامل المخصصات من الدقيق التمويني، على أن تتم إحالة المخالفين إلى القضاء المختص بعد تنظيم الضبوط العدلية وتقرر تخفيض مخصصات الأفران المخالفة وتحويلها إلى أفران مجاورة منعاً من حدوث أزمة على الخبز وبالتالي يتم فرض عقوبة إدارية تتضمن الإغلاق الإداري من ثلاثة أيام ولمدة أسبوع. ‏
وقال سرور: إن المديرية لديها دوريات متخصصة مهمتها مراقبة آلية عمل الأفران حيث تقوم بجولات دورية على الأفران منذ الساعة الخامسة صباحاً للإشراف على جودة العجين والتأكد من أعداد أكياس الدقيق التمويني ومراقبة حركة سجل المادة، مشيراً إلى أن الدوريات تعود جولة أخرى على المخابز في الساعة الثامنة للتأكد من وزن ربطة الخبز من خلال استخدام ميزان حساس يستخدمه المراقب التمويني في تدقيق وزن الربطات، وفي حال وجود نقص يتم تنظيم الضبط اللازم وإحالته إلى القضاء المختص.

أسعد المقداد

المصدر: الوطن