الدفع الإسرائيلي للحرب الإيرانية
"الذين يستطيعون جعلك تعتقد بصحة اللامعقول والسخف، يستطيعون أيضاً جعلك ترتكب وتقترف الفظائع"
- فولتير-
موافقة إدارة بوش على الانضمام إلى المحادثات الدولية مع إيران، تم الترحيب بها، باعتبارها أملاً ساطعاً وناصعاً من أجل الوصول إلى حل سلمي للأزمة الإيرانية التي تمت "هندستها"
ولكن، على مايبدو فإن هذه الموافقة الأمريكية مسمومة وتحمل معها شيئاً كريهاً بغيضاًَ: فإيران مطالبة أمريكياً بأن تخضع حقوقها القانونية التي منحتها لها اتفاقية عدم نشر الأسلحة النووية، إلى لعبة التفاوض، ذلك ان الولايات المتحدة تطالب إيران بـ (تسليم كل شيء) قبل أن تجلس على طاولة المفاوضات!!
إذا، الموافقة الأمريكية، هي بكل بساطة تحرك ضمن، وفي اتجاه الجهود الأمريكية السابقة من أجل حشد الإجماع الداعم والمؤيد لاستخدام موضوع اليورانيوم كمبرر وذريعة لشن الحرب ضد إيران.
ماهو ثابت ومؤكد أن كل ماتقوم به الولايات المتحدة من تعديلات وتغييرات، و كما تؤكد الأخبار والمعلومات، يصدر بناءًَ على الموافقة المسبقة بواسطة الحكومة الإسرائيلية. تؤكد ذلك حقيقة أن الموقف الأمريكي الجديد الحالي، قد جاء بعد الاجتماعات التي عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بشكل منفصل مع كل من الرئيس بوش، ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في واشنطن. وقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي مصحوباً بوزيرة خارجيته تزيبي ليفني، حيث صرحا بعد الاجتماعات الثنائية في واشنطن، بأنهما (على اتفاق كامل تماماً مع خط الولايات المتحدة الأمريكية إزاء إيران).
كذلك، فقد صرح شيمون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تعليقه على تصريح الرئيس الإيراني بوجوب تدمير إسرائيل: ( على أحمد نجاد أن يضع في ذهنه أن بلاده يمكن أيضاً تدميرها). كذلك أكد شيمون بيريز بقوة وتأكيد في مقابلة صحفية له، عندما قال بكل ثقة: (في النهاية سوف لن يكون هناك سوى خيار الحرب ضد إيران).
فاللوبي الإسرائيلي في أمريكا ينظر إلى التطورات الأخيرة من جانب الإدارة الأمريكية إزاء البرنامج النووي الإيراني، باعتبارها تأتي ضمن الجدول الزمني المتدرج، والعد التنازلي لساعة الصفر، التي سوف يتم فيها شن الحرب ضد إيران، وهي الحرب التي يرى فيها اللوبي الإسرائيلي فرصة ذهبية لإضعاف وتدمير أعداء إسرائيل في طهران، وإفساح المجال الاستراتيجي أمام الأجيال الإسرائيلية القادمة، خاصة وأن الإسرائيليين أصبحوا أكثر قدرة في استخدام (عصا الراعي)، لتوجيه ودفع القطيع الذي يضم أمريكا وبريطانيا، من أجل شن الحرب وإنجاز المهمة نيابة عن إسرائيل ضد إيران.
الجمل
إضافة تعليق جديد