الخـزف: فـن عـريـق.. جميـل.. ومهمـل
يعتبر الخزف جزءاً مهماً من الفن التشكيلي تزخر به المتاحف العالمية ولكنه فن مغبون ومهمل رغم عراقته. وتميز هذا الفن عبر التاريخ بجماليات زينت بها القصور والمساجد والكنائس بالإضافة إلى كونه فنا تطبيقيا يفيد في الاستخدامات المنزلية كالأواني والجرار والمزهريات.
في سوريا، لا يتجاوز عدد الخزافين المحترفين الرواد سبعة أشخاص، والشباب 50 شخصا من متخرجي معهد الفنون التطبيقية الذي تأسس العام 1987 ويخرّج سنويا حوالى عشرة طلاب.
وتحدث الخزاف رأفت الساعاتي مواليد 1940 أنه تخصص بالخزف في ألمانيا بطريقة الدولاب ولكنه يفضل الطريقة اليدوية وهي الطريقة التي يعلمها لطلابه لأن العمل اليدوي يجعل الطالب يتحكم بالأشكال التي ينتجها أكثر من الدولاب.
وعن الألوان الخاصة بالخزف قال الساعاتي إن هذه الألوان يجب أن تتحمل الشي بدرجات حرارة بين 850 إلى 1200 درجة مئوية بحسب الألوان، فلكل لون درجة معينة وهناك ألوان تختفي بدرجة حرارة مرتفعة.
ويحتاج الخزف إلى وقت أكبر بكثير من الرسم والنحت، فبعد التشكيل تشوى القطعة مرة اولى كفخار ثم بعد التلوين تشوى مرة ثانية.. علما أن عملية الشي تستمر يومين أو ثلاثة أيام، كما أن الفرن لكي يصل إلى الحرارة المطلوبة يحتاج إلى وقت متدرج، إذ ان سرعة التشغيل تتلف العمل.. ويجب أن يحتوي كل عمل على فكرة إضافة إلى التشكيل وهذا نوع من التجديد في الخزف.
وشكا الخزاف الساعاتي من عدم وجود معارض للخزافين مقارنة مع الفنانين التشكيليين، مشيراً إلى أنه في المعارض السنوية تُقتنى لوحات الفن التشكيلي بأسعار عالية فيما يتراجع الإقبال على اقتناء الخزف لأن السوق مليء بالأعمال التجارية المقلدة والرخيصة.
أما الخزافة سميرة الغانمي التي تدرس الخزف منذ 1981 فقد اختارت فن الخزف لأنه من أرقى الفنون التي عرفتها الحضارات من عصور ما قبل التاريخ، فقد نشأ بنشأة البشرية لارتباطه بالحاجة اليومية للانسان وهي تشعر انه عمل قريب منها منذ كانت طفلة تلعب بالطين ثم بمادة الصلصال التي خلقنا منها.
بدورها انتقدت الخزافة صريحة شاهين عدم اهتمام الاعلاميين والنقاد بفن الخزف وعدم تسليط الضوء على الأعمال الخزفية في المعارض الفنية. وقالت إن الخزف ليس فنا وحسب بل هو علم قائم بذاته له نظرياته وتطبيقاته العلمية وهو صناعة عريقة ذات تقنية دقيقة وعالية أضيفت الى فائدتها النفعية مسحة جمالية.
وفي رده على انتقادات الخزافين قال مدير الفنون الجميلة أكثم عبد الحميد إن الفنان الموهوب يثبت وجوده على الساحة الفنية من خلال نشاطه الإبداعي، وأضاف انه يتوجب على الخزاف ان يخلق الظروف المناسبة لإظهار فنه لا ان يلقي فشله على الآخرين.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد