الثورة في TV. FM: حتى الشيطان كان غائباً

17-05-2007

الثورة في TV. FM: حتى الشيطان كان غائباً

استضاف برنامج TV.FM في حلقته الأسبوع الماضي الزميل أسعد عبود مدير التحرير في صحيفة الثورة في حوار حول الاعلام الرسمي (الثورة نموذجاً), وقد بدأ البرنامج الذي يعده ويقدمه الزميل أمجد طعمة, بمقدمة متداولة كثيراً حول الاعلام الرسمي هي: اتهام الصحف الرسمية وهي: البعث, تشرين, الثورة, بأنها صحف ذات نكهة واحدة, وأنها ربما تنقل عن بعضها أخبارها بطريقة الكربون, وغالباً ما يستسهل قارىء النتاج الصحفي الرسمي عناء البحث عن الخبر مكتفياً بالتصديق وبالثلاثة ما يرد في هذه الصحافة, لكنه, أي القارىء, عندما يبحث عن المقال النقدي والزاوية الجريئة فإنه يذهب الى صحافة أخرى.‏

وحين يقرأ المتابع للصحافة الرسمية, والكلام ما زال لأمجد, هامشاً جريئاً, فإنه يتساءل عن سر هذه الجرأة ولماذا وكيف سمح لهذه الجرأة بالظهور..‏

يمضي أمجد بعد ذلك الى تساؤلات حول الاعلام الناطق باسم الحكومات وبإمكاناته الكبيرة: هل هو إعلام خاص ومنافس على صعد الجدة والجرأة واتساع الهامش..‏

ثم أورد مقدم ومعد البرنامج مجموعة معلومات عن الثورة كصحيفة وعدّ تلك المعلومات بمثابة معطيات أولى للحوار..‏

الملاحظة الأولى على البرنامج أن الثورة كانت جزءاً من الحوار, بل هي الجزء الأقل,كما تظهر الأسئلة فالسؤال الأول كان عن الفرق في العمل بين الصحافة الرسمية والخاصة؟‏

والسؤال الثاني أن مصادر أخبار الصحف هي سانا!‏

والثالث عن دور الصحافة الرسمية في تلميع الحكومة؟‏

الرابع كان هل الثورة جريئة في نقد الوزارات؟‏

بعد ذلك بدأ الحديث عن الاعلام والحرية والمسؤولية التي تتحملها الجريدة الرسمية؟‏

تلا ذلك سؤال عن الصحافة الرسمية هل هي مكتب صحفي للحكومة أم لا؟ وعودة ثانية الى الاعلام الرسمي وهل هو منافس للصحافة الخاصة؟ ثم سؤال عن الثورة: هل تخسر الثورة؟‏

بعد ذلك يعود أمجد للسؤال عن الخطوط الحمر في الصحافة؟ ثم سؤال عن الجديد والمبتكر في الاعلام الرسمي؟‏

الجزء الأخير من الحوار دخل في الحديث فعلاً عن صحيفة الثورة, لكنه كان حديثاً عابراً إذ توقف الزميل أمجد عند الصفحات بسرعة بسبب ضيق (الوقت).. الى آخرالحوار..‏

الزميل أسعد عبود كان كعادته دقيقاً في إجاباته قدر الامكان, وكان يجيب بوضوح وبساطة حول الموضوعات المطروحة, لكن المشكلة الأساس أن الحلقة كانت عامة أكثر مما ينبغي وهي التي كان يفترض بها أن تكون خاصة أكثر من ذلك, بل كان على أمجد أن يكون موجعاً في نقده لصحيفة الثورة أكثر مما فعل, هذا إن فعل , أمجد الذي هو مشاكس كما يفترض لم يكن كذلك في هذه الحلقة على الأقل..‏

توقعت أن يكون أمجد قد استعد أكثر من ذلك وتوقف عند صفحات الثورة واحدة واحدة, وأعد مجموعة أسئلة عن هذه الصفحات وطبيعتها والهدف منها, وهل هي صفحات تدخل في حيز تطور الاعلام في سورية أم لا؟‏

ثم هل الفكر الذي يقف خلف إنجاز هذه الصفحات يقترب من الحقيقة أم لا؟ هل نخدم المواطن أم لا؟‏

ما هي التوجهات التي تحكم صفحات مثل: آدم أو عالم النساء, أو فضائيات, أو بلد لوجيا وباقي الصفحات أيضاً؟‏

لكن أمجد صدمني بنوعية الأسئلة وتوجهها, فقد كان لديه فرصة حقيقية (لتشريح) صحيفة (الثورة) لكنه للأسف, اختار الكلام العام الذي يقال عن الصحافة السورية, بغض النظر عن صوابيته أو خطأه, واستمر فيه الى النهاية, فلم نستطع أن نصل الى تقييم حقيقي لا للإعلام الرسمي ولا لصحيفة الثورة كنموذج مفترض...‏

المشكلة الأساسية أنني أعرف أمجد طعمة (دون ألقاب) منذ زمن بعيد, وأعرف رغبته في المشاكسة, وتوقعت أن تكون لديه حلقة أكثر (سخونة) لكنه للأسف لم يكن كذلك, وقد همست له شخصياً في لقاء بيننا بعد حلقته هذه, أنه كان قادراً على تقديم الأفضل..‏

أتوجه بالنقد الى أمجد وحلقته عن الإعلام الرسمي وصحيفة الثورة نموذجاً, لأنني أخاف أن يكون هذا هو سقف النقد الموجه الى الإعلام الرسمي, وبالتالي هذا لا يعني سوى أمراً واحداً: أننا بخير..!‏

أي كلام غير هذا سيعني أننا نضحك على أنفسنا, لأن النقد الذي سمعته لم يكلف الزميل أسعد عبود نقطة عرق واحدة سالت على جبينه, فهي أسئلة, كما أعرفه, اعتاد أن يتحدث بها على فنجان قهوته في الصباح مع أول ضيف يأتي لزيارته, وبالتالي, كان على أمجد أن يدرك الاستعداد (الفطري) لدى الصحفي السوري للإجابة عن هذه الأسئلة, لأنه ببساطة يتعلمها مع ألف باء المهنة!‏

اعتاد أمجد أن يكون محامي الشيطان, وهو لقب يحب هو أن يستخدمه شخصياويطلقه على نفسه حتى في المجالس الخالصة, وهو من أجل ذلك مستعد كمحاور أن يذهب بعيداً في حواره مع ضيوفه, وأن يتبنى آراء ليست له من أجل زيادة حرارة الحوار أولاً, وخلق فرصة للرأي الآخر ثانياً, لكنه للأسف في هذه الحلقة لم يكن أمجد هو أمجد الذي أعرفه, بل الشيطان الذي يمكن أن يكون الثالث بينهما كان غائباً أيضاً..‏

هي دعوة محبة الى أمجد أن يعيد الحوار ثانية مع الزميل أسعد عبود مرة أخرى, ربما أستطيع أن أشعر بأن جريدة الثورة على المحك فعلاً, وأن حبات العرق تتلاحق على جبين زميلنا, والأهم أن نعرف نحن أين أصبنا في عملنا وأين أخطأنا, كي نعرف مواقع أقدامنا لنسير بضعة سنتيمترات الى الأمام وليس خطوة كاملة.‏

خالد مجر

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...