التكفيريون يهدمون 70 معلما صوفيا في تونس
لا تزال الاعتداءات على المقامات الصوفية في تونس واضرحة اوليائهم تثير تفاعلات عديدة في ظل انتشار عمليات التخريب التي تنتهجها الجماعات التكفيرية، وتجاوز عدد المعالم المتضررة في البلاد السبعين معلما، ما يطرح تساؤلات عن آليات التصدي لهذا الفكر المتطرف وعمليات ترميم تلك الأماكن.
وجاء استهداف المقامات في تونس في سياق حملة شنتها الجماعات التكفيرية لمحاربة ما تسميه البدع ومظاهر الشرك، بدأ بمحاولة غلق الزوايا بالقوة قبل المرور الى مرحلة التخريب والتدمير.
مشاهد هزت التونسيين قبل اشهر واشعلت فتيل الغضب والاحتقان، عمليات احراق واعتداء ممنهج على المقامات وزوايا الاولياء الصالحين بكل ما تمثله من موروث ديني وحضاري وروحي.
وكانت ممارسات الفكر الوهابي محل انتقادات شديدة من طرف العلماء التونسيين الذين اعتبروا الاعتداء على اضرحة الاولياء امتداد لمذهب متشدد ينتهج تكفير وارهاب الاراء المخالفة وخطرا يهدد التيار الاسلامي المعتدل.
وقال المفكر الاسلامي والعالم الزيتوني الشيخ فريد الباجي : "هذا الفكر الوهابي هو فكر مرضي صنعه اليهود وربوه من اجل غاية واحدة، جسم شاذ منكر غريب في جسم الامة الاسلامية المقصود منه احداث الحروب وتمزيق الأمة الاسلامية".
وتقدر الجهات المختصة تكاليف الترميم بملايين الدولارات بالنظر الى ان عدد المقامات المتضررة يتجاوز 70 معلما بعضها مصنف ضمن قائمة التراث العالمي فضلا عن الاتلاف الذي لحق الوثائق والمخطوطات التاريخية، ما يزيد من صعوبة المهمة.
وقال نائب رئيس اتحاد الطرق الصوفية بتونس محمد خليل: "لدينا برنامج لإعادة ترميم هذه الزوايا واعادة الحياة اليها بعد أن احرقت واتلفت مكاسبها وما فيها من مخطوطات خاصة ومن مصاحف وحتى من اثاث مادي واعتداء على اضرحة الاولياء".
ويخوض التونسيون معركة حضارية ما بين فكر ظلامي استئصالي وارث تاريخي وروحاني للبلاد، معركة ترتكز في شقها المادي على تجاوز الأضرار والخسائر، وفي بعدها الفكري على التغيير والتنوير.
موقع العالم
إضافة تعليق جديد