التأمين المقنع

14-05-2007

التأمين المقنع

في الشأن التأميني هناك ما يسمى ـ اعادة التأمين ـ وهذه عملية داخلية بين المؤمن له ـ شركة التأمين المباشر ـ والمؤمن ـ شركة اعادة التأمين ـ حيث تقوم الأولى بالتنازل عن نسبة معينة من الخطر الذي سبق أن قبلته الى الثانية بغية تحميلها نسبة معينة من التعويض الناشيء عن الخطر، وذلك مقابل قسط محدد يعرف بقسط اعادةالتأمين. reinsurancc oremium ‏

ويتم ذلك وفق اسس فنية تحددها طرق اعادة التأمين المختلفة من حيث النوع والكيفية والشروط. ‏

واذا كانت عملية اعادة التأمين المشروعة والمتكافئة وسيلة ناجعة لشركة التأمين المباشر في الحد من خسائرها فان ما يثير الريبة والشك التأمين المقنع الواجهة FRONTING والذي يتمثل بان تكون شركة التأمين المباشر ـ المحلية ـ ستاراً لشركة تأمين اجنبية ـ عالمية ـ يستند اليها العمل التأميني بكافة اشكاله ومزاياه بحيث تذهب كل اقساط التأمين بالغة ما بلغت الى الشركة المختبئة في الخارج سواء اكانت تحمل عنوان شركة اعادة تأمين او شركة تأمين مباشر تمارس في احد نوافذها اعادة التأمين. وبهذا تصبح شركة التأمين المحلية مصدرة شكلية لعقد التأمين بانفلاش مسطح غير حقيقي لمحفظتها التأمينية وقناع مركب تختفي وراءه الشركة ـ الاساس ـ بحجم ضخامة البدلات، مقابل عمولة زهيدة ترشها للأولى كما الرشوة.؟ ‏

أكثر من يقوم بهذا التأمين الواجهة هم الوسطاء الاقليميون والدوليون.. واحياناً المؤمن له صاحب الاخطار الكبيرة والذي يشير بالاسم الى الشركة المتنازل اليها التأمين اعادة او تغطية كاملة.. حيث المرتع خصب لدى بعض شركات التأمين المباشر والتي هي بالاساس لا تحبذ الاخطار غير المتعارف عليها والتغطيات المتميزة ذات الشأن التأميني الرفيع مكتفية بدغدغة العمولة وتكبير حجم اعمالها ولو على قطعة الجليد العمودية.؟ ‏

وهناك سماسرة التأمين الحسناوات الجميلات اللاتي يعملن بشكل غير قانوني على اضواء الشموع الخافتة فوق وتحت الطاولة في اصدار بوالص التأمين المختلفة الاخطار والمغرية الاسعار لمصلحة شركات التأمين الواقفة خلف الحدود.. وهذا يتساوى في الخطر والاحتيال مع شركات التأمين المقنعة بـ «القوننة» والطامة الكبرى هنا او هناك حين وقوع الخطر وسداد الالتزامات والتعويضات.. فمن يطالب من..؟ ومن يشتكي لمن..؟ ‏

ولاأغالي اذا قلت: ان احتفاظ الشركة المؤمنة بنسبة ضئيلة من الخطر 1% ـ 2% يضعها في مصاف الوكيل او السمسار للشركة المعاد اليها التأمين. ‏

ويبدو ان ظاهرة التأمين ـ القناع ـ قد انتشرت بشل او بآخر في اكثر من بلد عربي، الامر الذي تنبهت اليه الامانة العامة للاتحاد العام العربي للتأمين وقررت في برنامج عملها ـ مشكورة ـ اقامة ورشة العمل العربية حول اعادة التأمين باسلوب الواجهة FRONTING بدمشق خلال الفترة 27و28/5/2007. ‏

وانني على ثقة بان هذه الورشة التأمينية العربية سوف تكلل بالنجاح وتميط اللثام عن وجه ـ القناع ـ تأكيداً للسياسة الحمائية protfctionism لصناعة التأمين، بحيث تبقى اعمال التأمين وبدلات التأمين في ساحة التأمين الوطنية واعادة التأمين العربية بأنصع وظائفها. ‏

علي شفا عمري

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...