البنزين بـ65 منذ اليوم
أصدر وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور قدري جميل قراراً رفع بموجبه سعر لتر البنزين من 55 ليرة إلى 65 ليرة بحيث يرتفع سعر التنكة سعة 20 لتراً من 1100 ليرة إلى 1300 ليرة.
وكانت مصادر مطلعة كشفت أن اجتماعات للجان المختصة جرت في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أمس، وتم على أثرها القيام بعمليات الجرد للبنزين في المحطات والمراكز والمستودعات تمهيدا لرفع سعر لتر البنزين من 55 ليرة إلى 65 ليرة على أن تطبق هذه التسعيرة بدءاً من الساعة الثانية عشرة ليل أمس أي سوف تكون سارية المفعول منذ صباح هذا اليوم.
وبيّن عضو المكتب التنفيذي المختص هيثم ميداني أن التسعيرة الجديدة للبنزين لن تؤثر على النقل العام على اعتبار أنه يعتمد المازوت كوقود أساسي لآلياته إلا أن «التكسي العمومي» سوف تتأثر بهذا القرار.
من جهة أخرى عزف الكثيرون من المسؤولين ممن اتصلنا بهم عن التعليق على هذا القرار، وبدأ كل منهم يرمي به إلى الآخر، ولذلك لم يتسن لنا توضيح مبررات وحيثيات إصداره بعد مرور عدة أسابيع على أزمة البنزين، وبالتزامن مع انحسارها.
ويبدو أن الكثير من المسؤولين يفضلون النأي بأنفسهم عن مثل هذه القرارات التي عادة ما تثير امتعاض المواطنين خلال الظروف الصعبة التي يعيشها الناس حالياً، وتترك أثراً سلبياً في نفوسهم ما يدعو المسؤولين للابتعاد عن توضيح ملابسات رفع سعر البنزين وبيان آثاره على الأرض وعلى وسائل النقل والشحن والتكسي بشكل خاص، وخصوصاً منهم أولئك الذين باتوا يعتمدون تسعيرة خاصة بهم منذ مدة طويلة فرضتها الأوضاع الظروف التي مر بها هؤلاء، وخاصة في ظل الأزمة الأخيرة.
وكان مدير جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني ذكر في وقت سابق أن الجمعية يمكن أن تتفهم إمكانية رفع أسعار بعض المشتقات النفطية بشكل معقول وواقعي، مشيراً إلى أن الجمعية تتقبل ذلك وفق الأسعار التي كرسها سعر صرف الليرة أمام الدولار، كما أن المواطنين اليوم يدفعون حالياً أكثر من ذلك بكثير نتيجة الفساد وتحكم بعض الأشخاص ورواج السوق السوداء على حساب السعر النظامي.
وأضاف دخاخني : إن المشكلة الأساسية لم تعد في رفع الأسعار بنسب محددة لبعض المشتقات النفطية التي يمكن أن يتحملها الناس، إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في توفر هذه المواد بين يدي المواطن وبالسعر النظامي وبعيداً عن الاستغلال والاحتكار والتلاعب من قبل ضعاف النفوس.
يذكر أن أزمة البنزين انحسرت بشكل كبير ولافت في مدينة دمشق خلال الأيام القليلة الأخيرة.
وشهدت الكازيات في مختلف أنحاء دمشق حركة شبه طبيعية في تعبئة السيارات بالبنزين دون ازدحام وغياب شبه كامل لأرتال السيارات التي كانت قبل أيام تصطف ولمسافات طويلة أمام كافة الكازيات دون استثناء عدا التجول لأصحاب البيدونات من محطة إلى أخرى حيث غابت أيضاً هذه المظاهر عن شوارع المدينة.
صالح حميدي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد