البندقية الأميركية ..خارج السيطرة !
في أميركا ومع كل إشراقة شمس يحمل مليون أمريكي سلاحهم معهم خلال اليوم و2 مليون آخرون يحتفظون بسلاح في سياراتهم، في أميركا يتم إطلاق النار على 75 طفلاً كل يوم .. يموت منهم 9، ويتعرض 6 إلى إصابات وعاهات مستديمة.
انها الولايات المتحدة ، الدولة الأولى في العالم في عدد المسدسات والأسلحة الموجودة بين المدنيين، وهي الدولة الأولى في العالم في نسبة السلاح إلى عدد السكان.
"البندقية الأولى" مصممة خصيصا للإستخدام من قبل الأطفال
الأسبوع الماضي، قام صبي عمره خمس سنوات في ولاية كنتاكي بإطلاق النار على أخته التي تبلغ السنتين من بندقية موجودة في غرفة المعيشة ما أدى إلى قتلها، وقد شكلت هذه الحادثة صدمة للرأي العام خصوصا أن البندقية التي إستخدمها الطفل هي "البندقية الأولى" المصممة خصيصا للإستخدام من قبل الأطفال الصغار والتي كان قد تم شراؤها له من قبل والديه.
وقد تم وضع قوانين سواء على مستوى الدولة أو الولايات للحيلولة دون وصول السلاح لأيدي الأطفال إلا أن هذه القوانين مليئة بالثغرات وغير منفذة بصورة جدية؛ فقد استطاع مصنعو الأسلحة الإلتفاف عليها، والعمل بشكل كبير على جذب الشباب لسوق الأسلحة, وما يثير الدهشة هو استهدافهم لفئات عمرية أصغر من أي وقت مضى.
وتزامنت مع حادثة كنتاكي حوادث عدة، قتل صبي في السابعة من عمره بعد أن قام بإطلاق النار على رأسه من بندقية والده خلال رحلة لممارسة الرماية،بالإضافة الى العديد من الحوادث في فلوريدا وأريزونا وغيرها من الولايات.
وللعلم فإن "البندقية الأولى" المخصصة للأطفال والتي تصنعها شركة كريكيت متوفرة باللونين:الأزرق والوردي.
البندقية كانت مجرد لعبة!
اندي لوبيز ، 13 عاما ، كان يلهو ببندقية بلاستيكية في سانتا روزا كاليفورنيا ، وبعد أن رصدته الشرطة امهلته عشر ثوان ليقوم بإلقاء سلاحه وعندما لم يمتثل، أطلقت النار عليه فأردته قتيلا بعد أن أصابته بسبع طلقات لتكتشف الشرطة بعد ذلك أن البندقية كانت مجرد لعبة.
كيف تحصل في الولايات المتحدة على رخص السلاح؟
يعتبر في جميع الولايات الأميركية، حمل السلاح والإحتفاظ به سواء بهدف الحماية أو أي هدف مشروع اخر، حقاً مشروعاً وقد كفل الدستور الأميركي في تعديله الثاني هذا الحق.
ويعتبر حمل السلاح دون أي ترخيص أمرا مشروعا في 31 ولاية : ألاباما ؛ ألاسكا ؛ أريزونا ؛ أركنساس ؛ كولورادو ؛ ديلاوير ؛ ايداهو ؛ كانساس ؛ كنتاكي ؛ لويزيانا ؛ مين ؛ ميشيغان ؛ ميزوري ؛ مونتانا ؛ نبراسكا ؛ نيفادا ؛ نيو هامبشاير ؛ نيو مكسيكو ؛ كارولينا الشمالية؛ أوهايو ؛ أوريغون ؛ بنسلفانيا؛ داكوتا الجنوبية ؛ يوتا ؛ فيرمونت ؛ فرجينيا وواشنطن وغرب فرجينيا ؛ ويسكونسن و ايومنغ.
وتفرض بعض من هذه الولايات الحصول على ترخيص لوضع السلاح داخل المركبات أو لإخفاء السلاح في أماكن بحيث لا يمكن رؤيته.
كيف نحصل على الترخيص: إذا كنت تعيش في الولايات التي تفرض الحصول على ترخيص لحمل السلاح فالمسألة بسيطة جدا، أولا: تدخل عبر الإنترنت على الصفحة الرسمية المخصصة لتراخيص السلاح في الولاية التي تقيم فيها. ثانيا: تملأ استمارة يتم التأكد من خلالها من خلفيتك.(العمر/ عدم وجودك ضمن قائمة الممنوعين من حمل السلاح). قد تتطلب بعض الولايات خضوعك لدورة : الصيد الآمن وتنتظر بضعة أيام لتصلك الرخصة.
الممنوعون من حمل السلاح:
القائمة التالية تتضمن مجموعة الأشخاص الممنوعين أو غير المؤهلين لامتلاك أو استخدام الأسلحة النارية بموجب قانون منع العنف " Brady Handgun Violence Prevention Act".
-المدانون : الجنايات و الجنح باستثناء الذي أعادت الدولة له حقوقه المدنية أو أهليته.
-الهاربون من العدالة
-مستخدمو أدوية الإكتئاب بصورة غير قانونية،أو المواد المخدرة ، أو العقاقير المنشطة
-فاقدو الأهلية والمودعون في مصحات نفسية بسبب أمراض نفسية خطيرة.
-الأشخاص غير الأمريكيين ، ما لم تكن هجرة بشكل دائم الى الولايات المتحدة أو في حال حيازة رخصة صيد صادرة عن السلطات المختصة في الولايات المتحدة.
-الأشخاص الذين تخلوا عن الجنسية الأميركية.
-الأشخاص المدانون في أي محكمة بجريمة أو جنحة تتعلق بالعنف المنزلي .
-الأشخاص المتهمون بجريمة يعاقب عليها بالسجن لأكثر من سنة واحدة غير مؤهلين لتلقي أو نقل ، أو شحن أي سلاح ناري أو ذخيرة.
وبالإضافة إلى ذلك ، يحظر على حامل ترخيص الأسلحة النارية بيع أو تقديم الأسلحة النارية أو الذخيرة إلى القصر، يحظر بيع البنادق لمن هم دون سن الثامنة عشرة والمسدسات لمن هم دون سن الواحد والعشرين .
ولا بد من الإشارة أن هناك حاجة إلى رخصة خاصة للمدافع الرشاشة والبنادق الهجومية.
أكثر من 212994 من الأميركين فقدوا حياتهم بإطلاق نار من الأسلحة النارية خلال 45 سنة الماضية، وهو عدد يفوق عدد القتلى الذين سقطوا في كافة الحروب التي كانت الولايات المتحدة جزأ منها. وهذه حقيقة مذهلة خصوصا عند وضعها في سياق الوعي العام للسلامة العامة حيث يتم التركيز بشكل أساسي على موضوع التدخين غير المباشر, ويقدر مكتب التحقيقات الفدرالي أن هناك أكثر من 200 مليون قطعة سلاح ضمن الملكية الخاصة في الولايات المتحدة ، بالإضافة إلى ما تمتلكه القوات المولجة فرض القانون والمتاحف ، وهناك ربما حوالي بندقية واحدة للشخص الواحد في البلاد .
إن اخر تقدير كان حوالي 350 مليون قطعة سلاح ، أي قطعة سلاح لكل رجل امرأة وطفل ، المهتمون بالأسلحة بصورة معتدلة يمتلكون العديد من الأسلحة النارية التي تشمل المسدسات من جميع الماركات والموديلات .
مؤسسة "صن لايت فاونديشن" وهي هيئة غير حكومية تراقب الشفافية في الإدارة الأمريكية قالت ان غالبية اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، رفضوا تعديلات قانون حيازة الأسلحة ، وتلقوا تبرعات من جماعات مؤيدة لبيع وحيازة الأسلحة النارية في البلاد، واعتبرت صحيفة الغارديان أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبة الكونغرس غابي جيفورد، التي كانت ضحية هجوم بسلاح ناري، انتقدا بشدة هؤلاء النواب بأنهم "عبيد لأموال لوبي السلاح".
أميركا تغرق في غابة من السلاح ، وعدّاد الجرائم يسجل حصد الأرواح بشكل كبير ومخيف ، فمن سيحمي الجيل القادم ان كان ألامر الواقع هو "السلاح قوة تفوق نفوذ صانعي القرار"؟
محمد علوش
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد