البرلمان المصري يحاكم "كرومبو" و"بدرية"
تحت عنوان "'كرومبو' و'بدرية' يغزوان السياسة بعد التلفزيون وجيوب البسطاء" كتبت الحياة اللندنية على صدر صفحتها الأولى تقول:
"بعد أن استنفد نواب الشعب كل ما يمكن أن يثير الرأي العام من قمح فاسد وأرز يركض فيه السوس، ولحوم مصنعة (لانشون) قد تكون مخلوطة بلحوم ودماء الخنازير المذبوحة، قرروا فتح بوابة مجلس الشعب (البرلمان) المصري على مصراعيها أمام المفتش 'كرومبو' الذي يفك الألغاز ويحل المسائل المعقدة ويجيب على ما استعصى فهمه من الأمور."
وأضافت: "ويبدو أن هناك من فكر في استثمار هذا النجاح سياسياً من خلال طرح 'كرومبو' داخل قاعة مجلس الشعب. وبدلاً من أن يناقش نواب الشعب معضلة الضرائب العقارية التي تطرق أبواب المصريين، أو ما يثار حول عرقلة إسرائيل ترشيح وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونيسكو، أو حتى ما لحق بنادي الزمالك من إخفاقات أو ما يقال عن فساد نظام التعليم الثانوي، أفردت القاعة لمناقشة وضع ألغاز ومسابقات 'المفتش كرومبو' وزميلته صاحبة 'مطبخ بدرية'، وكلاهما مسابقات تتطلب الاتصال الهاتفي للمشاركة."
وتابعت: "وعلى الرغم من أن النائب محمد خليل قويطة الذي فتح ملف 'كرومبو' و'بدرية' في البرلمان تعامل معهما من منطلق التحذير من النصب على السذج والراغبين في تحقيق كسب مادي سريع من خلال الركض وراء الجوائز المادية المعلن عنها، إلا أن ردود الفعل تباينت بشدة."
وحظي طلب الإحاطة بصفة "العاجل"، كما ذكرت الصحيفة، الأمر الذي رأي فيه البعض وسيلة للتندر، فأحمد السعيد (موظف، 48 عاماً) تساءل بسخرية: "يعني نواب الشعب يستشعرون خطر النصب على المواطنين البسطاء من كرومبو وبدرية، ولا تهتز لهم شعرة أمام رجال الأعمال الكبار الذين ينهبون أموال البنوك وينصبون على المواطنين البسطاء ويختفون خارج البلاد؟ على الأقل، حتى لو كان كرومبو ينصب علينا أو كانت بدرية تضحك علينا، فهما يفعلان ذلك بعد رسم بسمة على وجوهنا."
وقالت: "ويشير هشام فتحي (محاسب، 38 عاماً) إلى أن من حق النواب كذلك أن يرفهوا عن أنفسهم، 'فنجدهم بين الوقت والآخر يناقشون فستان هيفاء وهبي، أو رقصة دينا، أو إنشاء معهد للرقص الشرقي تابع لوزارة التعليم العالي.'"
وختمت: "وعلى المستوى الشعبي، فإن المصريين دائماً يجدون ما يتفكهون عليه، مثل متابعة المتهمين في قضايا 'كرومبو' من 'شلاطة بتاع البطاطا' أو 'بهلول بتاع الفول' أو حتى 'بيكا ديكة البواب.' وإن لم يجدوا في ذلك متعة، فإنهم يتفكهون عليه بعدما دخل البرلمان."
إضافة تعليق جديد