البحرين: الشرطة تفرق تظاهرة بعد تشييع والد معارض بارز
أطلقت القوات البحرينية، أمس، القنابل المسيلة للدموع على محتجين كانوا يحاولون الوصول إلى دوار اللؤلؤة، الذي دمرته السلطات، وسط العاصمة المنامة.
وقال شهود إن مئات البحرينيين حاولوا القيام بمسيرة إلى دوار اللؤلوة، بعد مشاركة الآلاف في تشييع والد نائب الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ حسين الديهي، والذي اتهمت الجمعية القوات الأمنية بقتله، فيما اعلنت السلطات انه توفي لاسباب طبيعية. وأشار الشهود الى ان قوات الامن استخدمت القنابل المسيلة للدموع والعربات المدرعة من اجل منع المتظاهرين من الوصول إلى الدوار.
وقال النائب السابق مطر مطر إن «قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاصات المطاطية واستخدمت سيارات الشرطة
لمحاولة دهس المحتجين الذين ساروا بالآلاف نحو دوار اللؤلؤة» مشيرا إلى انه لا يملك معلومات عن عدد الضحايا.
ولا يزال التوتر سائدا مع استمرار محاكمة العشرات من أقطاب المعارضة والمحتجين. وقال مطر «تلك الأفعال من جانب السلطات البحرينية مستمرة رغم وجود لجنة تحقيق في البحرين». وأضاف «تشعر الحكومة البحرينية بأنها حصلت على حصانة دولية، ولهذا تمضي قدما على النهج نفسه».
وأغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية إلى منطقة تشييع الديهي في قرية الدية قرب المنامة. وذكرت «الوفاق» على موقعها على الانترنت انه «ووسط غضب شعبي عارم، رفع المشيعون شعارات منددة باستمرار استهداف المواطنين، ومؤكدة على سلمية وشرعية المطالب الشعبية ومعاهدة الشهيد على الاستمرار فيها. وشارك في التشييع عدد من قيادات وممثلي الجمعيات السياسية ونواب سابقين وأعضاء في المجالس البلدية وشخصيات وطنية».
وأضافت «شدد المشاركون والقوى السياسية المعارضة في البحرين أن لا عودة عن المطالب السياسية العادلة والمشروعة في المطالبة بالتحول للديموقراطية، وان زمن الاستبداد والتخلف قد ولى ولن يقبل البحرينيون بغير حل سياسي حقيقي».
من جهة ثانية، اعتبر رجل الدين البحريني البارز الشيخ عيسى قاسم، في خطبة الجمعة، أن «السياسة التي لا تقدس إلا الدنيا، ولا تستثني أي أسلوب دنيء إجرامي في سبيل الحفاظ على مصالحها، ومن أبشع هذه الأساليب دناءة وإجراما تمزيق الشعب الواحد، وزرع روح الكراهة بين أبنائه، وإثارة الأحقاد والريبة والبغضاء بين صفوفه، والانتهاء به إلى حرب داخلية طاحنة لا تلتفت إلى دين ولا قيم ولا مصلحة وطن».
وقال «هناك من يريد احتراق الوطن، من يريد لكم يا أبناء الشعب، سنّة وشيعة أن تقتتلوا، أن تسفكوا دماءكم، أن تدخلوا في حرب مفتوحة لا حدود لها ولا تستثني مالا ولا عرضا ولا دما، ولا ترعى حرمة من الحرمات، ولا تحترم أخوة ولا تاريخا ولا دينا ولا خلقا. أما أنتم، فلا تحرقوا البحرين، ولا تقتتلوا، ولا تدخلوا حربا جاهلية لا يرضاها الله ورسوله ولا المؤمنون، ولا تلقوا بأنفسكم إلى تهلكة دنيا وآخرة. كونوا عقلاء أذكياء كآبائكم وأجدادكم الذين افشلوا مثل هذه المحاولات من قبل، واثبتوا وعيا سياسيا متقدما، وأخوة دينية ووطنية قوية، واجتمعت كلمتهم على مطالب سياسية موحدة».
وشدد على انه «لا علاج إلا بالاستجابة لإرادة الشعب وتحقيق مطالبه العادلة، والتراجع عن ذلك أصبح من المستحيل، وهو ضار بالوطن بصورة فظيعة ومرعبة. لا تراجع ولا حلول سطحية تعود بعدها الحرائر والأحرار ثانية للسجون، وتصبغ الشوارع من دم أبناء الشعب، وتفتت اللحمة الوطنية، ويحرم الناس من لقمة العيش، وتجييش الجيوش، ويسلب النوم من جفون الآمنين».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد