الانقسام يمتد من شوارع صنعاء إلى صفوف المعارضة

نشرت قوات المعارضة اليمنية امس عرباتها المصفحة في انحاء شوارع صنعاء التي تراصت فيها حديثا اكياس الرمل، في وقت تجمع عشرات الآلاف من اليمـنيين ككـل يوم جمعة، للصلاة والاحتجاج سواء لمناصرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالــح أو المطـالبة بإسقاطه في العاصمة وضواحيها.
في هذه الاثناء، أكد الناطق الرسمي باسم أحزاب «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) محمد قحطان أنها وافقت على المشاركة في مؤتمر حوار وطني موسع برعاية الأمم المتحدة، شرط أن ينعقد المؤتمر بعد استكمال نقل السلطة من النظام القائم، ووفق الآليات المحددة في وثيقة المبادرة الخليجية.
الى ذلك، ارسل اللواء علي محسن، القائد العسكري الرفيع الذي انشق عن صالح وانضم إلى المعارضة في آذار الماضي، قوات مسلحة وعربات مصفحة لحراسة «ساحة التغيير» في صنعاء، حيث يتجمع المحتجون منذ شهور. وحث خطيب الجمعة في تظاهرات «جمعة الصبر» المحتجين على الهدوء، قائلا ان على المعارضين ان يحافظوا على ثباتهم واصرارهم وعلى سلمية ثورتهم حتى يسقط النظام.
في المقابل، قال خطيب آخر متحدثا في جمع من انصار صالح انه كان يجب على الحكومة ان تتعامل مع المعارضة بمزيد من الشدة، مضيفا ان «المعارضة ترسل الان دبابات وقوات إلى الشوارع» وانها تخلت عن ولائها للرئيس وتسببت في الفرقة وان الرئيس ارتكب خطأ بالتساهل معهم.
وفي وقت تزداد مظاهر الانقسام في صفوف المعارضة بعد تشكيل كل من «شباب الثورة» و«اللقاء المشترك» مجلسين للحكم الانتقالي، أكد قحطان في تصريح لصحيفة «الخليج» تمسك أحزاب «اللقاء المشترك» بتنفيذ المبادرة الخليجية «التي تحظى بدعم إقليمي ودولي واسع النطاق»، مشيراً إلى أن «المباحثات التي أجراها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر مؤخراً مع أطراف الأزمة السياسية القائمة في البلاد لم تتضمن طرح مبادرة دولية جديدة لإيجاد مخارج للأوضاع المتأزمة في اليمن». ونفى قحطان أن يكون ثمة اتفاق قد توصلت إليه أحزاب المعارضة مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم يقضي بتشكيل مجلس رئاسي موسع يتألف من 11 عضواً برئاسة نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
ويأتي ذلك في وقت يصر «شباب الثورة» على رفض خيار المبادرة التي تدفع باتجاهه حتى اللحظة كل من الرياض وواشنطن والاتحاد الاوروبي لحل الازمة اليمنية وسط تحدّث مصادر يمنية محلية ايضا عن انقسام داخل «المشترك» حول تبني المبادرة لنقل السلطة.
ويقول مؤسس شركة «كورنرستون غلوبال اسوسيتس» للاستشارات، المحلل غانم نسيبة، إن المعارضة ككل «لم تتحد قط باستثناء في معارضتها لنظام صالح». وأضاف أنه كان من المقدر أن تظهر التصدعات عاجلا ام آجلا.
وفي «ساحة التغيير» حيث يعتصم الآلاف يوميا في صنعاء، علقت المجموعات الشبابية التي يشار اليها بوصفها القوة المحركة لاحتجاجات اليمن لافتات على خيامها تعبر عن ولائها «للمجلس الانتقالي»، حيث يريدون إنشاء حكومة ظل في دولة تواجه فراغا متزايدا في السلطة ويزدهر فيها جناح قوي من تنظيم «القاعدة». لكن هناك خياما أخرى في صنعاء خالية بوضوح في مؤشر على أنها تتبع من يؤيدون «المجلس الوطني لقوى الثورة» الذي شكله تكتل «اللقاء المشترك» (على رأسه حزب التجمع اليمني للاصلاح). كذلك في تعز، جنوبي العاصمة، لا يردد بعض أنصار «المشترك» هتافات مناهضة لصالح وحسب، وإنما مناهضة ايضا للمجلس الانتقالي الخاص بالشباب والذي يقولون إنه يضعف كفاحهم ضد رئيس متشبث بالحكم.
على صعيد آخر، أسفرت اشتباكات اندلعت بين عناصر قبلية يمنية وقوات عسكرية ليل الخميس ـ الجمعة، قرب صنعاء، عن سقوط 40 قتيلا. وقالت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الإلكتروني إن «جماعات مسلحة» هاجمت موقعا للجيش شمالي شرقي صنعاء. كما نقل التلفزيون اليمني عن مسؤول عسكري في محافظة أرحب، قوله إن 17 جنديا لقوا حتفهم، فيما أسقطت القوات ما لا يقل عن 23 قبليا.
وألقت وزارة الدفاع باللائمة في الهجوم على أحزاب المعارضة وائتلاف «اللقاء المشترك» ووحدات انشقت عن الجيش. وذكر الموقع الإلكتروني الخاص بالوزارة أن «مئات المسلحين أقدموا فجر اليوم على تنفيذ اعتداء غادر وجبان على قوات اللواء الثالث مشاة جبلي وحاولوا التسلل إلى معسكره في جبل الصمع مستخدمين الأسلحة الثقيلة بينها المدفعية وصواريخ الكاتيوشا التابعة للفرقة الأولى مدرع والتي يعمل عليها ضباط متخصصون في المدفعية والصواريخ من الفرقة إضافة إلى الأسلحة المتوسطة والخفيفة».

المصدر: السفير+ وكالات