الاحتفال بالسنة الشرقية في الساحل السوري
يحتفل بعض مواطني الريف في الساحل السوري غداً الاثنين 14 كانون الثاني 2008 بمناسبة حلول السنة الشرقية الجديدة فيصادف رأس السنة الشرقية 14 كانون الثاني وتسمى القوزله.
وهي من الكلمة الأشورية قوزلو وتعني إشعال النار فتقام في هذا اليوم احتفالات اجتماعية بمشاركة الجميع من أهل المنطقة وزوارهم وأصدقائهم «رقص ودبكات شعبية وغناء فولكلوري مستقى من تراث المنطقة ويتزاور الناس فيما بينهم وتفتح موائد الكرم التي تضم:
الفواكه والحلويات والتمر والزبيب وخبز القوزله وهو يخبز فقط بهذه المناسبة على التنور وتقول السيدة سكينه علي حسن الحارة والسيدة ملك الرفاعي بأن هذا الخبز يحضر من الدقيق الكامل وزيت الزيتون والفليفلة الحمراء والملح والسمسم وحب البركة أحياناً ولذلك فإن أرغفة خبز القوزله تدوم طازجة لفترة طويلة ولأكثر من شهر كامل كما يتصالح الناس المتخاصمون وتز ار العائلات المنكوبة حديثاً وتواسى بكلمات المجاملة والإطراء كما تقدم مساعدات مادية للأسر القفيرة.
وكانت تردد كلمة «عيد مبارك عليك أو عليكم.. والآن أصبح الناس يقولون كل عام وأنتم بخير» وفي بعض القرى تستمر الاحتفالات لثلاثة أيام كما هو الآن في قرى باب جنة ـ الدالية ـ الحارة والبودي.. فتحضر الأكلات اللذيذة من كبة وكبيبات وهي «كبة محشوة بالسلق.»
وتقدم الذبائح كقرابين إلى الله «جل جلاله» وتقام الدبكات الشعبية الأصيلة في المنطقة وتسمى صبحة لأنها تبدأ من الصباح الباكر.
وعن هذه المناسبة التقت تشرين الباحث الدكتور وديع بشور «صاحب مؤلفات مطبوعة عن علوم الفلك وعن الحضارات السورية» فقال إن السنة الشريفة هي السنة وفق التقويم الذي تبناه يوليوس قيصر نحو 44 ق.م وما زالت تسير عليه الكنائس الشرقية ولكن مع مرور الزمن حصلت وتراكمت أخطاء وفروقات ضئيلة جداً في التقويم الشمسي من الناحية الفلكية ـ فتبنى الإصلاح البابا غريغور يوس الثالث عشر عام 1583 ميلادية وقال آنذاك إن الفرق بين التقويم اليولياني «يوليوس» وواقع التقويم الشمسي فلكياً هو عشرة أيام منذ بدء المسيحية وهذا هو التقويم الغريغوري «غريغوريوس» الغربي الذي تسير عليه الكنائس الغربية وأصبح مقبولاً عالمياً وبشكل رسمي وأضاف الباحث بشور موضحاً أن الخلاف هو حول إصلاح فلكي ولا علاقة له البتة بكل العقائد الدينية، ومع مرور السنوات تلو السنوات أصبح الفارق الآن بين التقويمين الغربي والشرقي ثلاثة عشر يوماً كما هو الآن أي بفارق 3 أيام عن أيام غريغوريوس الثالث عشر وعن سبب احتفال الريف بشكل عام قال الدكتور بشور إن الريف في كل مكان في العالم يعنى بالتراث الأصيل لبلده بينما المدن فيها كثير من الخلط والتهجين بعكس الريف الذي يتسّم بالبراءة واهتمامه بالمحافظة على التراث واللغة جدير بالذكر أن الحضارات السورية كانت تعتمد السنة ستة أشهر فقط بالقياس إلى السنة الميلادية الآن «الحضارة السومرية» وهناك الكثير من الحسابات المناخية والطقسية تعتبر وتعتمد شعبياً حتى الآن في الريف السوري بالاعتماد على السنة الشرقية والسنة السومرية القديمة وتلامس المواسم تقلبات الطقس والطبيعة.
يوسف علي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد