الإرهاب يضرب في قلب أنقرة والضحايا 28 قتيلاً و61 جريحاً
قتل 28 شخصاً على الأقل وأصيب عدد كبير من الأشخاص جراء انفجار سيارة مفخخة وسط العاصمة التركية أنقرة أمس الأربعاء. وقالت تقارير إعلامية تركية: إن انفجاراً بسيارة مفخخة استهدف عربة نقل جنود أتراك، مشيرة إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص من دون إشارة إلى هويتهم المدنية أو العسكرية، وأضافت التقارير: إن الانفجار حدث في قاعدة عسكرية وسط العاصمة أنقرة بالقرب من مركز قيادة أركان الجيش التركي.
وقال مسؤول رسمي تركي لوكالة أنباء «رويترز» إن سيارة مفخخة انفجرت مخلفة عدداً كبيراً من المصابين، بينما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صوراً عدة لموقع الانفجار. بدوره قال نائب رئيس الوزراء التركي إن 28 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم في الانفجار، في حين ألغى الرئيس التركي أردوغان زيارة كانت مقررة اليوم إلى أذربيجان، كما ألغى رئيس الوزراء أوغلو زيارة مماثلة إلى بروكسل.
ويأتي هذا الانفجار عقب هجوم انتحاري استهدف ساحة مسجد السلطان أحمد السياحية في اسطنبول، أسفر عن مقتل 11 شخصاً أغلبيتهم سائحون، بينما شهدت أنقرة هجوماً دامياً العام الماضي خلّف أكثر من 100 قتيل.
وفي سياق منفصل فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في تمرير تعديل دستوري حول اعتماد نظام رئاسي في البلاد وهو الأمر الذي يسعى إليه رئيس النظام التركي رجب أردوغان لإحكام سيطرته على السلطة بشكل كامل في تركيا.
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر برلماني تركي قوله أمس «إن حزب الشعب الجمهوري أبرز حزب معارض انسحب مساء الثلاثاء من اللجنة المكلفة العمل على وضع دستور جديد في نهاية اجتماعها الثالث وهو ما دفع رئيس البرلمان إسماعيل كهرمان إلى حل اللجنة فوراً»، مشيراً إلى أن كهرمان برر حل اللجنة بالعجز عن التوصل إلى إجماع.
وكان أردوغان مارس منذ انتخابه رئيساً للنظام الحاكم في تركيا عام 2014 بعد 11 عاماً من توليه رئاسة الوزراء مختلف أنواع الضغوط ومحاولات الترغيب والترهيب تجاه الأحزاب التركية المعارضة ووسائل الإعلام والنقابات والمواطنين من أجل نقل البلاد إلى نظام رئاسي يسمح له بفرض هيمنته على مختلف قطاعات الدولة التركية علماً أن النظام الحالي يمنح الجزء الأساسي من السلطة التنفيذية إلى رئيس الوزراء.
وعلى الرغم من حصول حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان على تقدم في انتخابات الأول من تشرين الثاني الماضي التشريعية وجمعه 317 مقعداً من أصل 550 إلا أن ذلك لا يمنحه الأكثرية المؤهلة التي تجيز له تنظيم استفتاء بمفرده أو تنظيم تصويت على تعديل دستوري.
وفي سياق آخر واصلت شرطة نظام رجب أردوغان أمس اعتداءاتها على آلاف المتظاهرين المحتجين على إقامة مشروع منجم للذهب ينفذه رجل أعمال مقرب من حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في منطقة جرات تبه الحراجية بمحافظة أرتفين شمال تركيا.
وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن آلاف المتظاهرين من سكان المحافظة أقاموا ليل الثلاثاء حواجز على الطرق لمنع عبور آلات العمل إلى المنطقة في حين قامت شرطة أردوغان بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم واعتقلت 4 أشخاص بينهم رئيسة جمعية أرتفين الخضراء نشه كراهان مشيرة إلى إرسال تعزيزات أمنية كبيرة إلى المنطقة صباح أمس إضافة إلى نشر وحدة عسكرية إلى جانب عناصر الشرطة.
وبيّنت الصحيفة أن النائب عن حزب الشعب الجمهوري أوغور بايراك توتان بدأ إضراباً عن الطعام واعتصاماً أمام مبنى محافظة أرتفين تنديداً ببناء منجم الذهب وبالقمع الذي تمارسه شرطة أردوغان بحق المتظاهرين السلميين الذين يحاولون الحفاظ على نظافة وصحة مدينتهم.
وكانت شرطة أردوغان اعتدت الثلاثاء على المتظاهرين في منطقة جرات تبه مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في قمعهم.
يذكر أن المحكمة الإدارية في محافظة ريزا ألغت قرار تقييم الآثار المحتملة الإيجابي لمشروع بناء منجم للذهب في أرتفين، مؤكدة أن تنفيذ هذا المشروع من شأنه أن يحول المحافظة إلى مكان لا يحتمل العيش فيه، معتبرة أن مشروع التنقيب عن الذهب لا يمكن أن ينفذ في المحميات الطبيعية لأنها ستتضرر بتأثيره.
وكالات
إضافة تعليق جديد