الأسد يتلقى دعوة أوباما بمزيد من التصلب والنظام يستعجل الحسم
للمرة الاولى منذ اندلاع الاحداث الدموية في سوريا قبل حوالي الخمسة اشهر، يدعو الرئيس الاميركي باراك اوباما بصورة مباشرة نظيره السوري بشار الاسد إلى التنحي، فيحذو حذوه كل من الاتحاد الاوروبي وفرنسا وبريطانيا وسائر حلفاء واشنطن، لتأتي الدعوات مقرونة بعقوبات اميركية تصفها الادارة بالقاسية والموجعة طاولت الاصول السورية.
واللافت ان الدعوة الاميركية – الاوروبية جاءت في اعقاب اعلان سوريا عن الانتهاء من الاعمال العسكرية واعادة الجيش إلى ثكناته، ما يشير إلى ان المجتمع الغربي يلعب آخر اوراق الضغط التي يملكها، خصوصا ان تلك الدعوة جاءت مقرونة بتأكيدات اميركية على استحالة التدخل العسكري في سوريا، كما اشار البيت الابيض إلى انه لا يملك وسائل اضافية لدفع الاسد إلى الرحيل او التنحي.
غير ان الادارة الاميركية، وبالرغم من موقف اوباما المتقدم، بدت غير مستعدة لقطع التواصل مع النظام السوري، بدليل ان الخارجية الاميركية اعلنت انها لن تعمد إلى سحب سفيرها ادوارد فورد من دمشق، ما يؤشر إلى ان شعرة معاوية الدبلوماسية لم تنقطع بعد، بل ان العلاقات الدبلوماسية بين الدول الاوروبية واميركا من جهة والدولة السورية من جهة ثانية ما زالت ناشطة على قدم وساق وهي مفتوحة على احتمالات تراوح بين حدي القطيعة الدبلوماسية او اعادة وصل من انقطع.
في المقابل، يؤكد المتصلون بالعاصمة السورية وزوارها ان هذه الخطوة لم تكن مفاجئة لا للرئيس الاسد ولا لحكومته، وهي كانت محسوبة منذ ان نجح الجيش في حسم المعركة ضد من يسميهم الارهابيين، وبعد ان استعاد النظام المبادرة بشكل اسقط معه كل امكانيات المعارضة السورية المدعومة من واشنطن وبعض الدول العربية والاسلامية.
يضيف هؤلاء ان المشهد على سخونته وضبابيته لم يصل إلى مرحلة الخطر، فالامن السوري قادر على التحكم بمسار اللعبة بعد ان نجح الجيش اقله حتى الساعة بتعطيل فعالية الشارع المسلح، فضلا عن ان المعطيات الدولية والاقليمية والعربية تؤكد على ان المطلوب هو اخضاع النظام السوري وليس رحيله، وذلك بالرغم من كل الدعوات والضغوط. فواقع سوريا يختلف بالكامل عن واقع سائر الدول التي شهدت وتشهد ثورات وانتفاضات، عدا ان الرئيس السوري لن يرحل لاسيما بعد ان استعاد المبادرة التي لم يفقدها بالكامل اصلا، ناهيك عن ان العوائق الكفيلة بازالته عسكريا ما زالت قائمة، مع الاشارة إلى ان الموقف الروسي المعلن هو استمرارها بتنفيذ عقود التسلح المبرمة مع سوريا، ما يعني استمرار العلاقات بين الدولتين مع ما يعني ذلك من قدرة روسية على تعطيل اي قرار بالتدخل العسكري قد يصدر عن مجلس الامن الدولي.
في موازاة هذا الكلام، برز اليوم ايضا موقف سوري يعتبر ان موقف الولايات المتحدة الاخير يؤجج العنف في سوريا، ما يؤشر إلى ان واشنطن ما زالت مصرة على اخضاع النظام عبر اعطاء جرعات دعم متواصلة للمعارضة التي لم تبحث اصلا بالاصلاحات المقترحة كما انها لم تفاوض النظام على مستقبل البلاد.
وبانتظار نتائج الجولة الجديدة من الكباش المستعر بين واشنطن ودمشق، يتوقع زوار العاصمة السورية ان ينجح النظام في تمرير المرحلة باقل ضرر ممكن، خصوصا ان الوقت يلعب لصالح سوريا التي يفقد خصومها ورقة بعد اخرى بحسب التعبير.
أنطوان الحايك
المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية
التعليقات
-
إضافة تعليق جديد