اكتشاف بكتيريا "قاتلة" مُقاومة لكل الأدوية

سجّلت الولايات المتحدة أوّل إصابة ببكتيريا مُقاومة لكلّ أنواع المضادات الحيوية ما يُعزّز المخاوف بشأن فقدان المضادات الحيوية فعاليتها.
وأُصيبت امرأة في التاسعة والأربعين من عمرها بالتهاب في البول سببه سلالة متبدّلة من بكتيريا "إي. كولي" قادرة على مقاومة كل المضادّات الحيوية، بما يشمل تلك التي تعتبر خط الدفاع الأخير وتُعرف بـ"كوليستين"، وفقاً لدراسة أجراها مركز "والتر ريد الطبي العسكري" ونشرتها مجلة "انتيميكروبيال ايجنتس اند كيموثيرابي" الطبية.
وأوضح مدير مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) توماس فريدن أن "هذا المضادّ الحيوي قديم، غير أنه الوحيد الفعّال ضد هذه البكتيريا الكابوس" التي تنتمي إلى سلالة معروفة باسمها المختصر "سي ار إي".
ورُصدت هذه البكتيريا المسماة "ام سي ار - 1" سابقاً في أوروبا والصين لدى بشر وحيوانات.
وكتب معدو الدراسة أن رصد هذا العامل المُسبّب للأمراض للمرة الأولى في الولايات المتحدة يُمثّل "مؤشراً يُنذر بظهور بكتيريا مقاومة لكل المضادات الحيوية".
ومع معدل وفيات قد يصل إلى 50 في المئة، تُعتبر هذه البكتيريا من جانب مراكز "سي دي سي" بأنها من أكبر مصادر التهديد للصحة العامة.
وحذّر فريدن، خلال مداخلة أمام نادي الصحافة في واشنطن، من أننا "نُواجه خطر العودة إلى ما كان عليه عالمنا قبل المضادات الحيوية".
وأضاف: "علينا بذل جهود هائلة لحماية فعالية المضادّات الحيوية لجيلنا وجيل ابنائنا"، داعياً إلى تطوير سلالات جديدة من المضادّات الحيوية واتخاذ تدابير للتوعية على تحسين استخدام هذه الأدوية التي يُوصي بها الأطباء بشكل مُفرط لمرضاهم.
وأظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة "جورنال أوف ذي اميريكن ميديكل اسوسييشن" أن ما يصل إلى 30 في المئة من المضادات الحيوية الشفوية الموصى باستخدامها خلال الاستشارات الطبية في الولايات المتحدة "غير مناسبة".
ويُمثّل هذا الاستخدام الخاطئ للمضادّات الحيوية السبب الرئيسي لتطوير مقاومة على الجراثيم تُصيب مليوني شخص في الولايات المتحدة وتؤدي إلى وفاة 23 ألف شخص سنوياً.
وفي الإطار، حثّ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زعماء دول مجموعة السبع الصناعية الجمعة على بذل مزيد من الجهود لتقليص استخدام المضادّات الحيوية ومكافأة شركات الأدوية على تطوير أدوية جديدة لمحاربة العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية.
وقال كاميرون: "المضادات الحيوية لم تعد مُجدية في الكثير من الحالات، وهذا يعني أن الناس يموتون بسبب عدوى بسيطة أو حالات مثل السلّ أو التيتانوس أو تسمّم الدم... أمراض يجب ألا تعني حكماً الإعدام."
وأضاف: "إذا لم نُحرّك ساكناً حيال هذا فسيكون هناك تأثير سلبي تراكمي على الاقتصاد العالمي الذي تبلغ قيمته مئة تريليون دولار وربما كان هذا نهاية صناعة الأدوية المعاصرة كما نعرفها".
وقالت مراجعة أُجريت بطلب من الحكومة البريطانية ونُشرت الأسبوع الماضي، إنّ شركات الدواء يجب أن تُوافق على "الدفع أو المشاركة في السباق الملحّ لإيجاد عقاقير جديدة مضادة للميكروبات لمكافحة التهديد العالمي الذي تُمثّله البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية".
وقال الخبير الاقتصادي السابق في مصرف "غولدمان ساكس"، الذي قاد المراجعة، جيم أونيل إنه يتعيّن دفع مكافأة تتراوح بين مليار إلى 1,5 مليار دولار في مقابل أي مضادّ حيوي جديد ناجع يتمّ طرحه في السوق.

وكالات