اشتباكات دموية تخلّف 200 قتيل في نيجيريا
قتل ما لا يقل عن 200 شخص خلال يومين من المعارك العنيفة بين قوات الأمن النيجيرية، ومتشددين ينتمون إلى جماعة شبيهة بحركة طالبان، في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، في شمالي نيجيريا.
وأكّد الرئيس النيجيري عمر يار ادوا، قبيل توجهه من العاصمة أبوجا إلى البرازيل، أن الهجوم الأخير يستهدف زعيم المجموعة محمد يوسف في بورنو «حيث الوضع ســيئ»، لكن الوضع «في بوشي ويوبــي بات تحت السيطرة»، مرجحاً أن «يعود كل شيء إلى طبيعته في نهاية اليوم (أمس)».
وكانت أعمال العنف قد اندلعت في شمال البلاد (مسقط رأس الرئيس)، الأحد الماضي، عندما حاول عناصر «طالبان»، التي يطلق عليها بلغة الهاوسا «بوكو حرام» (أي: التربية الغربية حرام)، مهاجمة مركز للشرطة في ولاية بوشي، قبل أن ينتشر أفراد الجماعة لاحقا في أربع ولايات هي بوشي وبورنو وكانو ويوبي، ما دفع الرئيس النيجيري إلى إعلان حال «التأهب الشامل»، داعياً قوات الأمن، «لاتخاذ كافة الإجراءات لصد الهجمات»، فارضاً حظراً ليلياً للتجول في مايدوغوري.
وأشارت الحصيلة الرسمية التي صدرت أمس الأول إلى مقتل 55 شخصا في ولايتي بوشي ويوبي، بينهم 50 طالبانيا و5 جنود، واعتقال 53 طالبانياً في كانو، لكن التقارير تحدثت عن نحو 200 جثة مكدسة في مراكز للشرطة في المدينة، التي بدت أمس هادئة، ولكن مقفرة إلا من الجثث المنتشرة في الشوارع، والشرطة التي تجوب في الأحياء، بحثاً عن ناشطين تابعين للجماعة، التي ظهرت في العام 2004، معلنةً ارتباطها بطالبان الأفغانية.
وروت الشرطة وشهود أن عناصر «طالبان»، المسلحين بالسهام والعصي وقنابل المولوتوف، أضرموا النار في كنائس ومراكز للشرطة. وفي بوتيسكوم، غربي مايدوغوري، ذبحوا رجل إطفاء واحرقوا شرطيا حيا، بعدما كانوا قد أحرقوا ضابطاً في الجمارك وذبحوا مهندساً في غامبورو نغالا في بورنو، على حدود الكاميرون.
وتعيش أكثر من 200 مجموعة عرقية جنبا إلى جنب في نيجيريا، بعدما خلّفت الحرب الأهلية بين العامين 1967 و1970 مليون قتيل. ويشكل المــسلمون الغــالبية في شمال البلاد، التــي تعد 140 مليون نسمة على الأقل، في حين يشكل المسيحيون الغالبية في الجنوب.
ودعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى «الهدوء وضبط النفس» في نيجيريا، فيما أكد أمينها العام إكمال الدين إحسان أوغلو رفض المنظمة ممارسة العنف باسم الإسلام، داعياً «القادة الدينيين (هناك) إلى الانخراط في حوار جدي لتعزيز مبادئ التسامح والوئام بين المسلمين والمسيحيين».
وبدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «قلقه» حيال المعارك «الطائفية» في نيجيريا، مطالباً بمقاضاة «مثيري هذه الهجمات».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد