استمرار مظاهرات درعاوالتلفزيون الرسمي يبث احتفالات الأكراد بالنيروز
خيم الهدوء الحذر على درعا أمس، فيما استمرت عملية التفاوض بين وفد رسمي يمثله عضوا قيادة حزب البعث هشام اختيار وأسامة عدي، وبين مجموعة من وجهاء المدينة، وتركزت كما يبدو على تنفيذ بعض المطالب في مقابل إنهاء الاحتجاجات، فيما أقام الجيش السوري حاجزا عند مدخل درعا كان عناصره يسمحون بدخول المدينة بعد التدقيق في هويات الوافدين.
في هذا الوقت، صدقت وعود الأكراد بمرور عيد الرأس السنة الكردي (النوروز) بسلام، بعد احتفالات شعبية، شارك فيها عشرات الآلاف في حلب ومدن وقرى الشمال الشرقي إضافة إلى ضواحي دمشق.
وكانت درعا شهدت أمس مواجهات محدودة بين قوى الأمن والمحتجين بعد تشييع الشاب رائد أكراد الذي قتل أمس الأول خلال المواجهات. وقال شهود عيان ان حوالى 15 ألف شخص من أهالي درعا شاركوا في تشييع أكراد والصلاة على جثمانه، ورددت شعارات تطالب بمحاربة الفساد. وحمل بعض المشيعين أعلاما سورية، كما كرروا الشعار «الله سوريا حرية وبس» و«الشعب يريد إسقاط الفساد».
وبعد الجنازة انقسم المشيعون مجددا، فواجهت قوى الأمن مع فئة من الوجهاء مجموعة أخرى من المحتجين التي قذفت قوى الأمن بالحجارة، فردت الأخيرة بقنابل مسيلة للدموع.
وقال شهود عيان إن وجهاء درعا تدخلوا مجددا عبر مكبرات الصوت في الجوامع والاحتكاك المباشر مع المتظاهرين، لتهدئة الوضع، حتى انتهى مساء أمس بالاتفاق على بقاء الاعتصام مفتوحا في ساحة المسجد العمري في درعا، في مقابل إيصال رسالة مطالب المحتجين إلى الحكومة.
من جهة أخرى، قال شهود عيان في درعا ان غالبية الجرحى في المستشفى الوطني باتوا في وضع جيد، وإن بعضهم غادر. وكان ناشط حقوقي أعلن للوكالات أن الطفل منذر مؤمن المسالمة (11 عاما) المصاب بالربو توفي جراء تنشقه الغاز المسيل للدموع في أحداث درعا.
وسجل أمس ميدانيا تدخل الجيش، الذي تواجد في محيط المدينة، وقام بتدقيق أوراق الداخلين إلى المدينة والخارجين منها، وذلك في ظل شكوك في أن «قسما ممن شاركوا في الأحداث الأخيرة لم يكونوا من أبناء مدينة درعا».
كما سجل أمس ثلاثة احتجاجات جديدة في محيط درعا في مدن أنخل وجاسم ومحجة، وصفها سكان بأنها كانت سلمية، وتركزت مطالبها على الإصلاح.
من جهته، بث التلفزيون السوري للمرة الأولى في تاريخه شريطا تلفزيونيا في نشرته الإخبارية عن احتفالات الأكراد بعيد رأس السنة الكردية، أو ما يعرف بعيد الربيع أو «النوروز»، تضمن لقاءات مع شخصيات كردية. كما قام التلفزيون بتصوير الاحتفال الشعبي في القرى السورية والحدائق العامة.
وعلى الرغم من أن التلفزيون الرسمي لم يشر إلى الاحتفال بهيئته الكردية، توسعت الوكالة السورية للانباء في الحديث عن الأكراد وتقليدهم السنوي، وأجرت لقاءات مع مواطنين وأسر افترشت الأرض احتفاء بالعيد، وهو ما يمكن اعتباره اعترافا ثقافيا غير رسمي، هو الأول من نوعه، وهو من مطالب الأكراد التاريخية في سوريا.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد