استقلال كوسوفو: مؤيدون ومعارضون
قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الولايات المتحدة ستقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إقليم كوسوفو قريبا، وأعرب عن اعتقاده بأن استقلاله عن صربيا سيجلب السلام إلى منطقة البلقان.
وأشار بوش في حديث للصحفيين أثناء زيارته لتنزانيا إلى أن "التاريخ سيثبت أن هذا كان تحركا صحيحا لجلب السلام إلى البلقان".
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت في بيان إن بلادها "اعترفت رسميا بكوسوفو دولة مستقلة ذات سيادة" وهنأت شعب كوسوفو بهذه "المناسبة التاريخية".
وبدوره أكد المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد أن إعلان الاستقلال أمر لا يمكن التراجع عنه، والمطلوب الآن هو مساعدة صربيا وكوسوفو على تجاوز خلافاتهما.
وإثر الاعتراف الأميركي بهذا الاستقلال استدعت صربيا سفيرها لدى الولايات المتحدة، وتبنى برلمانها قرارا بالإجماع ألغى بموجبه إعلان استقلال كوسوفو.
واعتبر رئيس الوزراء فويسلاف كوستونيتشا الخطوة الأميركية "استمرارا لعدوان حلف شمال الأطلسي الذي بدأ عندما قصف الحلف صربيا عام 1999" لطرد قواتها من كوسوفو.
وأكدت بلغراد على لسان رئيسها بوريس تاديتش ورئيس وزرائها كوستونيتشا أنها "لن تعترف أبدا بكوسوفو مستقلا"، وترى الانفصال انتهاكا للقانون الدولي.
لكن وزير التجارة الصربي بريدراغ بوبالو قال إن بلاده لن تستخدم سلاح الحصار الاقتصادي ضد كوسوفو، فيما توعد وزير الخارجية فوك يريميتش بالتصدي لهذه الخطوة "غير الشرعية" إنما بالوسائل الدبلوماسية والسياسية.
ورغم غضب بلغراد تدفق سفراء من مختلف الدول وفي مقدمتها تركيا على مقر رئاسة كوسوفو المستقلة لتقديم أوراق اعتمادهم لديها.
يأتي ذلك فيما طالبت روسيا الأمم المتحدة باعتبار قرار كوسوفو إعلان الاستقلال لاغيا وباطلا، وبرفض قرار الاتحاد الأوروبي إرسال قوة مكونة من 2000 شخص لتحل تدريجيا مكان القوات الأممية.
لكن يبدو أن هذه المطالب لم تلق قبولا لدى الأمين العام بان كي مون الذي أعرب عن نيته "العمل بكفاءة وواقعية وفاعلية، ومن أجل القيام بذلك قد يكون هناك حاجة للتأقلم مع التطورات الجديدة والواقع على الأرض".
وأشار إلى أن جهوده وجهود المنظمة الأممية ستتركز على ضمان بقاء الوضع السياسي والأمني في كوسوفو مستقرا، وإلى أن تغير الوضع سيتطلب تعديل تفويض البعثة الأممية للإدارة المؤقتة في كوسوفو (يونميك).
أما أوروبيا فقد فشل الاتحاد الأوروبي في اتخاذ موقف موحد إزاء هذه المسألة، رغم تأكيد مسؤوليه أنهم نجحوا في اتخاذ موقف مشترك يترك لكل دولة عضو حرية اتخاذ الموقف المناسب لها حيال هذا الاعتراف.
وبينما أكدت إسبانيا ورومانيا رفضهما ما وصفتاه بالقرار الفردي لبرلمان كوسوفو، اعترفت فرنسا باستقلال الإقليم، وقالت ألمانيا إن 17 دولة أوروبية ستعترف به.
واعترضت على هذا الاستقلال إسبانيا وقبرص ورومانيا وسلوفينيا والتشيك وسريلانكا، وأعربت الصين وإندونيسيا عن تحفظاتهما عليه، فيما قالت الفلبين إنها لا تعارضه لكنها فضلت لو تم باتفاق الطرفين.
وفي أول رد فعل إسلامي على استقلال كوسوفو، أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو عن ارتياحه لإعلان الاستقلال عن صربيا معربا عن كامل التضامن والدعم لشعب كوسوفو.
وأكد أوغلو في كلمة أمام اجتماع تحضيري لمؤتمر القمة الإسلامي في العاصمة السنغالية دكار أن استقلال كوسوفو سيعزز مكانة العالم الإسلامي ويزيد العمل الإسلامي المشترك نهوضا وتقدما، على حد قوله.
وعلى الجانب الشعبي واصل آلاف الألبان احتفالاتهم باستقلال كوسوفو بعد طول عناء، فيما تظاهر آلاف الصرب في بلغراد احتجاجا عليه، وشهدت عدة بلدات يشكل الصرب غالبية سكانها في كوسوفو تظاهرات خاصة في كوسوفسكا ميتروفيتسا المدينة المقسمة في شمال كوسوفو.
وألقيت أربع قنابل يدوية الأحد في كوسوفسكا ميتروفيتسا شمال كوسوفو، استهدفت اثنتان منها مكتبا للاتحاد الأوروبي دون أن تنفجرا، بينما استهدفت الاثنتان الأخريان محكمة، وقد انفجرت إحداهما دون أن تسفر عن ضحايا.
وكان وزراء الخارجية الأوروبيون نددوا في وقت سابق في بروكسل بـ"أعمال العنف الأخيرة" التي استهدفت بعثات دبلوماسية أوروبية في كوسوفو وصربيا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد