استخدام البكتيريا الحية في التشيك لوقاية الجهاز الهضمي
يستخدم أطباء التشيك في معظم مستشفيات البلاد طريقة سهلة وناجحة في علاج الالتهابات المعوية المعدية التي تسبب العديد من العوارض المرضية كالإسهال، حيث تجري إضافة بكتيريا حية موجودة في الجهاز الهضمي للإنسان إلى عقار يعتبر سحريا بحسب نتائج مسجلة في هذا المجال.
وأفاد اختصاصي أمراض الهضم بمستشفى موتول في براغ وأحد مكتشفي هذا الدواء الطبيب لاديسلاف باجوت بأن هذا العقار الذي يحمل اسم "كولين فانت" مسحوق تتم إذابته بالماء قبل تناوله وتدخل في تركيبته بكتيريا حية تسمى "أي-مولي" موجودة بالأساس في الجهاز الهضمي للإنسان.
وأوضح باجوت أن الصفة الرئيسية لتلك البكتيريا هي تغلغلها داخل الجهاز المعوي بصورة قريبة إلى البقاء الدائم هناك ومقاومتها لمختلف أنواع البكتيريا والميكروبات الأخرى المنافسة التي تحاول إيجاد مكان لها في أمعاء الإنسان وجهازه الهضمي مما يجعل فاعلية "أي–مولي" سحرية خصوصا مع الأمراض المعوية المعدية التي تنتشر بشكل واسع في دول مثل نيبال والهند.
ويضيف الاختصاصي باجوت أنه منذ ولادة الإنسان تدخل عبر قناته الهضمية أعداد كبيرة من البكتيريا وتتجمع في جهازه المعوي الذي تبلغ مساحته عند البالغين نحو 300 متر مربع تشغل البكتيريا حيزا كبيرا منها خاصة في منطقة القولون الذي يحتوي وحده على نحو 8 بلايين خلية في الغرام الواحد من مجموع البكتيريا الموجودة هناك والتي تختلف أنواعها من شخص إلى آخر.
ويؤكد الاختصاصي أن الدراسات أثبتت -قبل إنتاج هذا النوع من الدواء- تفاوت نسبة وجود بكتيريا الأمعاء بين الأشخاص. كما أن القولون يعتبر بالدرجة الأولى مركزا تتجمع فيه خصوصا أنه المسؤول عن المراحل الأخيرة من امتصاص السوائل وفوائد الغذاء في الجسم.
وتتميز بكتيريا "أي–مولي" عن بقية الأنواع الأخرى بصفة رئيسية هي محاربتها للبكتيريا الضارة فقط في حين أنها لا تؤذي بقية أنواع البكتيريا المفيدة للجهاز الهضمي، ومنها مثلا تلك التي تقوم بتحويل مركبات الكولسترول والصفراء إلى مواد يطرحها الجسم، وكذلك تلك البكتيريا المسؤولة عن إنتاج أعداد من المركبات الأساسية الموجودة في بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب–ك.
ويشير باجوت إلى أن الإنسان يحصل بشكل تلقائي على البكتيريا النافعة ومنها "أي–مولي" من الأطعمة الكاملة وغير المكررة مثل بعض الحبوب دون إزالة نخالتها، بالإضافة إلى الخضروات الطازجة وبعض المأكولات مثل الألبان غير المبسترة.
أسامة عباس
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد