ازدهار أسعار وأطباء تجار وتجار فجار لا يعرفون ربهم
أضحت ظاهرة ارتفاع الأسعار كالمرض تماماً تنتقل عدواها من سلعة إلى أخرى وآخر تقليعات هذه الموضة تجسدت في قطاع الخدمات الصحية والأطباء رفعوا أجور معاينة مرضاهم. فالطبيب العام في الأحياء والقرى الذي كان يقبل بمبلغ مئتي ليرة رفعها إلى ثلاثمئة ليرة والاختصاصي الذي كان يتقاضى خمسمئة ليرة رفعها إلى سبعمئة وإلى ألف ليرة... المشافي الخاصة بدورها لم تفوت الفرصة فانضمت إلى السرب وجعلت أثمان خدماتها الصحية أعلى من فنادق النجوم الثمانية فعملية استئصال مرارة أو ولادة طبيعية في مشفى خاص مشهور تكلف المريض ما بين 35 ـ 45 ألف ليرة مع إقامة في المشفى لا تتجاوز ثلاثة أيام.
أما ظاهرة الغش في المواد وبيع سلع غير مطابقة للمواصفات فقد انتقلت عدواها إلى قطاع الأدوية فبعض معامل تصنيع الدواء تبيع للصيدليات علبة كبسولات مضاد حيوي بمبلغ حوالي مئتي ليرة وتعطي للصيدلي عن كل علبة دواء يشتريها علبة مقابلة مجاناً وهنا يكمن السؤال عن المادة الفعالة التي يحتويها الدواء فالمعمل الذي يبيع بهذه الطريقة أي علبتي دواء بمئة ليرة رغم أن السعر الربحي المثبت على العلبة هو مئتا ليرة يفترض أن يدقق ليس بأرباحه الفاحشة... بل التأكد من مطابقة الدواء لشروط التصنيع الجيد للمواصفات الدولية وتلك التي تضعها منظمة الصحة العالمية وبالانتقال إلى واقع الثروة الحيوانية من أغنام وأبقار نجد أن صعوبات كبيرة تواجه المربين ناجمة عن الارتفاع الكبير للأسعار فقد انخفض سعر كغ العواس الحي إلى 130 وأنثى العواس تباع مع وليدها بأربعة آلاف ليرة وقد عمدالعديد من مربي الأبقار إلى تقديم مادة الخبز لأبقارهم كأعلاف لأنها أقل كلفة فكغ الخبز بتسع ليرات بينما كغ الشعير بــ18 ل.س والتبن بـ14 ل.س والصويا بـ25 ل.س والذرة الصفراء بـ16.5 وأهم الأسباب لارتفاع أسعار المواد العلفية هو الاحتباس المطري مع ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية وفيما يتعلق بمادة البيض فقد تم تحديد السعر الرسمي لصحن البيض بـ135 ل.س ويباع في أرض المزرعة بـ127 ل.س ورغم السماح بالتصدير فإن أسعار البيض لم ترتفع لكون أن الفائض في الانتاج لا يزال كبيراً أما الفروج فيباع الكغ الحي بـ78 ل.س والمذبوح المنظف بـ110 ل.س وتؤكد مصادر المربين أن هناك خسائر كبيرة تلحق بهم جراء ارتفاع أسعار الأعلاف... أما بالنسبة للسمون والزيوت فما زالت أسعارها عالية جداً رغم انقضاء فترة الأعياد منذ زمن طويل فكغ السمن بقرة حلوب بـ400 ل.س لكن أهم ما يمكن ملاحظته هو استقرار أسعار مادة البطاطا على 20 ـ 25 ل.س أما أسعار الدقيق المخصص للمعجنات فقد ارتفع ثمن الكيس زنة 50 كغ إلى 1300 ل.س بينما كان قبل عدة أشهر بـ700ل.س... مادة الأرز حافظت على ما حققته من ارتفاع فالكغ المصري بـ45 ل.س والسنوايت بـ45 ـ 70ل.س أما مادة الحديد المستعمل في تسليح الأبنية فهو انعكاس واضح لارتفاع أسعار اليورو إذ إن سعر الطن وصل إلى 42 ألف ليرة.
الورقيات انخفضت أسعارها بشكل كبير قياساً بفترة الصقيع وأضحت مقبولة والسبب في ذلك ارتفاع درجات الحرارة التي هيأت لها سبل النمو..
أخيراً سجل الذهب أعلى سعر له في تاريخه فقد أكد السيد جورج صارجي رئيس جمعية الصاغة والمجوهرات أن أونصة الذهب بيعت بـ974.10 دولاراً وسعر الغرام في السوق السورية لعيار 21 بلغ يوم أمس 1285 وعيار 24 بلغ 1406 ل.س ويتوقع السيد جورج صارجي أن يصل سعر أونصة الذهب إلى ألف دولار أما اليورو فقد سجلت أسعار صرفه يوم أمس 72 ل.س والدولار 47.60 ل.س.
وفي الختام مفيد أن نشير إلى تراجع كبير في القدرة الشرائية للمستهلكين لأن ارتفاع الأسعار جعل الجميع يفكر في تلبية الحد الأدنى من الأساسيات... وقد انعكس ذلك تراجعاً في معدلات حركة التداول.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد