إسرائيل تستكمل إستعداداتها الحربية وتوصي على آلاف القذائف «الذكية»
كشفت تقارير جديدة عن ان اسرائيل حصلت على موافقة الادارة الأميركية بإعادة تجديد وتجهيز مخزونها من الصواريخ والقنابل الذكية بعدما أظهرت حرب تموز الماضية حجم ضآلة هذا الاحتياط وعدم صلاحية جزء كبير من الذخائر بسبب قدمها. ونقلت صحيفة «ديفنس نيوز» الدفاعية عن مصادر أميركية واسرائيلية ان الكونغرس الأميركي أجاز الشهر الفائت بيع اسرائيل آلاف القنابل والصواريخ الذكية بقيمة حوالي ثمانمئة مليون دولار أميركي، على أن تحدد اسرائيل جدول تسلمها لهذه الذخائر بناء على حاجة سلاحها الجوي.
وقالت مصادر عسكرية مطلعة إن كمية من هذه الذخائر سترسل بشكل عاجل الى اسرائيل لتعزيز الترسانة التي تسلمتها من أميركا خلال الحرب الأخيرة والتي بلغت قيمتها نصف بليون دولار، وتضمنت قنابل موجهة بالليزر طراز «بيف واي»، وقنابل مضادة للتحصينات طراز «جي بي يو - 28» و «بي ال يو - 109». وأضافت المصادر ان الذخائر سلمت خلال الحرب من احتياطي سلاح الجو الأميركي وخلال 48 ساعة فقط، مما يعكس عمق العلاقة الاستراتيجية والعسكرية بين البلدين.
وحسب مصادر في وزارة الدفاع الأميركية فإن كمية الذخائر التي ستحصل عليها اسرائيل في فترة زمنية غير محددة ستضم: عشرة آلاف قنبلة موجهة عبر الأقمار الاصطناعية طراز «جي دي ام»، وأربعة آلاف قنبلة موجهة بالليزر طراز «بيف واي - 2»، و ثلاثة عشر ألف قنبلة متنوعة الأحجام وخمسين قنبلة مضادة للتحصينات تحت الأرض طراز «جي بي يو - 28» زنة خمسة آلاف رطل بالإضافة الى سبعمائة صاروخ جو - جو مضاد للطائرات طرازي «سايدويندر» و «آمرام». وتقول مصادر عسكرية اسرائيلية إن هذه الكمية من الذخائر ستعزز احتياطي قوات الجو الاسرائيلية بشكل يمكنها من خوض حرب لبضعة أسابيع، قد تصل حتى الشهرين. كما وافق الكونغرس على طلب تزويد سلاح الجو الاسرائيلي 132 مليون برميل من الفيول للطائرات الحربية. وتجدر الاشارة هنا الى أن المبالغ التي ستنفق على هذه الذخائر الجديدة تأتي من المساعدات المالية الأميركية للدولة العبرية.
وفي مجال آخر وضمن سياق الاستعدادات الحربية الاسرائيلية بناء على نتائج حرب الصيف الماضي، ضاعفت شركات الانتاج العسكري الاسرائيلي جهودها في تطوير قذائف ذكية توضع في خدمة القوات البرية في أقرب وقت ممكن وذلك من أجل تعزيز دور وفعالية سلاح المدفعية. وأشارت دراسة لجهات عسكرية اسرائيلية الى ان مدفعية الجيش الميدانية أطلقت مئة وسبعين ألف قذيفة متعددة العيارات على لبنان خلال حرب الصيف الماضي، ثلاثون في المئة منها كانت عشوائية وبلا أهداف محددة، في حين أن عشرة في المئة منها ساهمت بشكل فعال في المجهود الحربي. وعليه، فقد بدأ الجيش الاسرائيلي اجراء تجارب على أنظمة تطورها شركات محلية لقذائف مدفعية ميدان عيار 155 ملم ومدافع هاون عيار 120 ملم توجه إما عبر الأقمار الاصطناعية أو الليزر من أجل زيادة دقة الاصابة لتكون ضمن دائرة لا يزيد قطرها عن متر أو مترين من الهدف.
ويقول مصدر عسكري اسرائيلي ان جزءاً كبيراً من الأموال المرصودة للخطة الخماسية لتطوير الجيش الاسرائيلي وتسليحه سيذهب لتعزيز قدرات قوات البر، خصوصاً سلاحي المدفعية والمدرعات. ولذلك يتوقع أن تبدأ اسرائيل قريباً بإدخال قذائف مدفعية ذكية في الخدمة الفعلية.
وتتزامن عمليات التسلح الاسرائيلية مع استمرار التوتر على جبهة الجولان حيث تقوم اسرائيل بتعزيز خطوط دفاعها عبر حفر الخنادق وزرع الألغام وزيادة عديد قواتها من أجل اعاقة أي هجوم سوري مفاجئ ومنح اسرائيل الوقت الكافي لتعبئة قوات الاحتياط وشن هجمات مضادة. وتشير مصادر اسرائيلية الى تخوف القيادة من أن تجد دمشق نفسها مضطرة للمجازفة بشن حرب ضد اسرائيل نتيجة عوامل اقليمية مثل رفض واشنطن طرح موضوع الجولان في مؤتمر السلام المزمع عقده في الخريف مما يدخل هذا الملف طي النسيان، خصوصاً في حال احراز تقدم على المسار الفلسطيني، أو احراز تقدم كبير على صعيد تشكيل المحكمة الدولية المعنية بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مما قد يهدد بعض رموز النظام، أو تدهور الأوضاع في لبنان بشكل يعيد فتح جبهته الجنوبية نتيجة الصراع الحالي بين قوى المعارضة والأكثرية. ومن جهة أخرى يخشى مراقبون من أن تقدم اسرائيل على أعمال استفزازية لإضعاف سورية و «حزب الله»، إما بدفعهما الى حرب ضمن شروطها أو لارباك وضعهما قبل أن يحين وقت التعامل مع ملف ايران النووي.
رياض قهوجي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد