«صـرعــات» المشـاهيــر تسقــط فــي فــخ العلـم
يضع مقدم البرامج الإنكليزي الشهير سايمون كاول في جيبه حقن أوكسيجين يمكن استنشاقها. الممثلة الأميركية جانيواري جونز تتناول أقراص مشيمتها (الحبل السري) بعد تجفيفها. نجمة المسلسلات البريطانية باستي بالمر تدلك بشرتها بحبيبات البن. كانت هذه الأخبار من ضمن أحدث التقليعات التي أقدمت عليها شخصيات معروفة خلال العام 2012.
وفي تقريرها السنوي لأسوأ الانتهاكات في مجال العلوم، أوردت مجموعة «سنس أباوت ساينس» بعض انتهاكات المشاهير لمجال العلوم، ومن بينها ترويج المرشح الرئاسي الأميركي السابق ميت رومني معلومات خاطئة عن نوافذ الطائرات، وإعطاء السباح الأولمبي مايكل فيلبس مبررات مغلوطة عن التبول في أحواض السباحة. وعليه، قامت المجموعة الخيرية، التي تسعى لمساعدة الناس على التفكير بشكل علمي، بدعوة علماء للرد على بعض المزاعم العلمية الخاطئة التي وردت على ألسنة المشاهير.
وقالت المجموعة إن رومني، الذي تساءل على الملأ في أيلول الماضي لماذا لا يفتح طاقم الطائرة نوافذها عندما ينشب حريق على متنها، يجب أن يستمع إلى مهندس الطيران جاكوب ويتفيلد الذي قال: «للأسف يا ميت... فتح نافذة على ارتفاع عالٍ لن يفيد كثيراً. ففي الواقع، إذا تمكنت من فتح نافذة وأنت على ارتفاع عال فسيندفع منها الهواء، لأن الهواء سيتحرك من الطائرة ذات الضغط المرتفع إلى الخارج حيث الضغط أقل، مما يحدث المزيد من الأذى والضرر على الأرجح».
أما أقراص المشيمة المجففة، التي اعترفت جانيواري جونز في شهر آذار الماضي بتناولها، فلم تلق أي تشجيع من قبل خبيرة التغذية في مستشفى «سان جورج» في لندن كاثرين كولينز.
وأشارت كولينز إلى أنه «من الناحية الغذائية... ليس هناك ما يفيدك إذا أكلت مشيمتك سواء كانت نيئة أو مطهية أو مجففة... فباستثناء الحديد الذي يمكن بسهولة الحصول عليه من خلال خيارات غذائية أخرى أو من خلال المكملات الغذائية، ستكون مشيمتك مليئة بالمواد السامة وغيرها من العناصر الكريهة التي نجحت المشيمة في منع وصولها إلى طفلك وهو داخل الرحم».
وفي ما يتعلق بحبيبات البن، التي تدلك بها بالمر بشرتها، قال خبير العقاقير غاري موس إنه في حين أن الكافيين ربما كان له تأثير على الالتهاب الخلوي، فإن تدليك الجلد بحبيبات البن لن يحدث تأثيراً على الأرجح، لأن الكافيين لا يمكن أن يتسرب من الحبيبات إلى الجلد.
أما بالنسبة إلى فيلبس الذي اعتبر انه لا توجد مشكلة في التبول في أحواض السباحة لأن «الكلور يقضي على أثر البول»، فلم يلق استحسان خبير الكيمياء الحيوية ستيوارت جونز الذي أكد أن «البول معقم أساساً، لذا ما من شيء يمكن أن يقضي عليه في المقام الأول».
ومن جهة حقن الأوكسيجين التي يحملها كاول، حذر العالِم في مركز الطب في الارتفاعات الشاهقة والمناخات المتطرفة كاي ميتشل، من أن استنشاق مستويات مرتفعة من الأوكسيجين يمكن أن يحدث تأثيراً ساماً، خصوصاً في الرئة حيث مستويات الأوكسيجين في الحد الأقصى. ولفتت مديرة المجموعة تريسي براون إلى أن «أقوال المشاهير تنتشر بسرعة، لذا يجب أن يكون كلامهم موزوناً»، مضيفةً أن «التعليقات غير المعقولة أو بصراحة أكثر التعليقات الخطيرة عن كيفية تجنب السرطان أو تحسين البشرة أو تقليل الوزن تزداد سخفاً. وللأسف، تنتشر بشكل أقوى بكثير مما تورده الأبحاث وتؤكده البراهين».
(رويترز)
إضافة تعليق جديد