«الله لا يوفقك يا مصر»

29-12-2008

«الله لا يوفقك يا مصر»

«الله لا يوفقك يا مصر»، قالها الرجل الجالس في متجره بحرقة وهو يتابع مشاهد المجزرة من قطاع غزّة عبر التلفزيون. الرجل غير ضليع في السياسة ولا هو متبحّر في شؤون ما يدور خلف الأبواب المغلقة أو بالتقارير السريّة المتبادلة بين الدولة العبريّة وبعض الدول العربية، وفي مقدمتها مصر. إلا أن حقده نابع من مشهد وقوف وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى جانب نظيرها المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة لكيل التهديدات على مسمع من المضيف العربي. «أعطتهم مصر الضوء الأخضر، وها هم يطبقون»، هكذا وصّف الرجل الوضع. لم يسمع التصريحات المصرية على المدى الأشهر الماضية، ولم يقرأ عن الحشود المصرية على حدود القطاع لضمان بقاء أهله داخله هدفاً سهلاً لطائرات الاحتلال. لم يكن أحمد أبو الغيط قد أطلق أطروحة لوم الشهداء باعتبار أن «من لم يسمع التحذيرات فلا يلم إلا نفسه».
هو واحد من بين ملايين المواطنين المعتادين على النسيان، فلم ترد إلى ذهنه قرارات القاهرة الكثيرة على مر السنتين الماضيتين خصوصاً، بدءاً من تهديد «تكسير الأرجل» لصاحبه أبو ألغيط لكل فلسطيني يعبر الحدود، مروراً بمنع قوافل المساعدات المصرية حتى من مغادرة المدن للتوجه إلى الطريق المؤديّة إلى سيناء والمشاركة في تجويع مليون ونصف مليون فلسطيني عبر الإصرار على إبقاء معبر رفح مغلقاً بذرائع مختلفة، وصولاً إلى تسريبات الطمأنة التي خرجت من القاهرة قبل أيام لحركة «حماس» بأن لا عدوان في الأيام المقبلة.
كل هذا لم يخطر في ذهن الرجل، استفزّه فقط مشهد أبو الغيط وليفني. هو يعكس حالة عامة في الشارع الفلسطيني والعربي، وحتى المصري، الذي يرى أن إسرائيل عدو يتوقع منه المجازر والمذابح، لكنه بات يرى «أعداءً» آخرين متناثرين هنا وهناك في ثنايا الأمة العربية.
بات هناك اقتناع في الشارع بأن الإدانة يجب ألا تصب على إسرائيل وحدها، بل على الممهدات الكثيرة الكثيرة التي أوصلت الشعب الفلسطيني عموماً، وأهالي قطاع غزّة خصوصاً، ليكون ضحية سهلة للذبح داخل السجن الكبير، الذي تتشارك إسرائيل ومصر في حراسته.
لم يعد من المسموح أن تخرج الاستنكارات على الهمجية الصهيونية فقط، فهي أمر مسلّم به واختبر على مدى العقود الماضية في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر. هناك شريك ثانٍ في العملية لا بد من أن يلقى النصيب الأكبر من اللوم، ولا بأس أيضاً من العقاب.

حسام كنفاني

المصدر: الأخبار


 

التعليقات

إني الدمشقي الذي احترف الهوى*** فاخضوضرت بغنائه الأعشاب أنا يا صديقة متعب بعــــروبتي*** فهل العـــــــــروبة لعنة وعقاب أمشي على ورق الخريطة خائفا*** فعلى الخـــــــريطة كلنا أغراب أتكلم الفصحى أمام عشــــــيرتي*** وأعيد .. لكن ما هناك جواب لولا العباءات التي التـــــــفوا بها*** ما كنت أحســــب أنهم أعراب يتقاتلون على بقايا تـــــــــــــمرة*** فخناجر مرفوعة وحـــــــراب قبلاتهم عــــربية .. من ذا رأى*** فيما رأى قبلا لـــــــــها أنياب ياتونس الخضــراء كأسي علقم *** أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب؟ وخريطة الوطن الكبير فضـيحة*** فحواجز ومـــــــــخافر وكلاب والعالم الـــــــــــــعربي إما نعجة*** مذبـــــــــوحة أو حاكم قصاب والعالم العربي يرهن سيــــــــــفه*** فحكاية الشرف الرفيع سراب والعالم العربي يخزن نفـــــــــطه*** فـــي خصيتيه وربك الوهاب والناس قبل النفط أو من بـــــعده *** مستــــنزفون فسادة ودواب من ذا يصـــدق أن مصر تهودت *** فمقام سيــدنا الحسين يباب ما هـــــــــــــذه مصر فإن صلاتها*** عبــــــــــرية وإمامها كذاب ما هذه مصر فإن ســـــــــــماءها *** صغرت وإن نساءها أسلاب إن جاء كافور فـــــــتتكم من حاكم*** قهر الشعوب وتاجه قبقاب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...