«القاعدة» يرتكب مذبحة مروعة بحق الجيش اليمني: معركة أبين تنتقل إلى صنعاء

22-05-2012

«القاعدة» يرتكب مذبحة مروعة بحق الجيش اليمني: معركة أبين تنتقل إلى صنعاء

أعادت المذبحة التي تعرّض لها الجيش اليمني في صنعاء امس مشهد القتل والدمار الى العاصمة المنهكة بتحديات نقل السلطة، وأوحى الهجوم الانتحاري الأعنف ضد القوات اليمنية منذ سنوات والذي أوقع 96 قتيلا عسكريا و300 جريح، بأن المعركة المتواصلة في أبين ضد «انصار الشريعة» انتقلت الى العاصمة، خصوصا بعدما تبنت الجماعة التابعة لـ«القاعدة» الاعتداء «ردا على ما يقوم به الأمن المركزي اليمني ضد المجاهدين»، في وقت تعهد الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتشدد في مكافحة التنظيم مؤكدا ان «الحرب على الارهاب مستمرة مهما كانت التضحيات». شرطي يمني يُظهر يديه الملطختين بالدماء بعد جمعه الأدلة في مكان الانفجار في صنعاء أمس (أ ف ب) شرطي يمني يُظهر يديه الملطختين بالدماء بعد جمعه الأدلة في مكان الانفجار في صنعاء أمس (أ ف ب)
وفي وقت كان الجنود اليمنيون يخضعون للتمرين استعدادا لعرض عسكري في ميدان السبعين عشية إحياء ذكرى الوحدة، فجّر عسكري نفسه وسط سريّة من الجنود ما اسفر عن مقتل 96 عسكريا وإصابة حوالي 300 آخرين، بحسب مصادر عسكرية وطبية. وأكد مصدر عسكري ميداني ان وزير الدفاع محمد ناصر احمد كان موجودا في المكان عندما وقع الانفجار، وكذلك رئيس الاركان في الجيش اليمني اللواء الركن احمد علي الاشول، الا انهما لم يصابا بأذى. والأمن المركزي هو جهاز عسكري نافذ يقود أركان الحرب فيه اللواء يحيى محمد عبد الله صالح، ابن أخي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
ولم تتأخر حركة «أنصار الشريعة» في اعلان مسؤوليتها عن تفجير العاصمة الذي أعقبته تغييرات في القيادات الأمنية اصدرها هادي. وقالت الحركة في بيان إن الهجوم «وقع عبر استخدام حزام ناسف... ويأتي للرد على ما يقوم به الأمن المركزي اليمني من جرائم بحق شباب الثورة وبحق المجاهدين الذين تم استهدافهم في 11 شباط 2011 في العاصمة صنعاء». كما قال جناح تنظيم «القاعدة» في اليمن إن التفجير الانتحاري كان «ردا على الحرب الأميركية» على أتباعه في جنوب اليمن، وإن الهجوم «استهدف وزير الدفاع اليمني وكبار القادة». وحذرت الجماعة من مزيد من الهجمات ما لم تتوقف الحملة العسكرية في أبين.
وبعد ساعات من الانفجار، اصدر هادي قرارا رئاسيا عيّن بموجبه اللواء فضل يحيى بن ناجي القوسي، قائدا لقوات الامن المركزي، بديلا لعبد الملك الطيب، المقرّب من الرئيس اليمني السابق. وبذلك سيتعايش القائد الجديد مع أركان الحرب اللواء يحيى محمد عبد الله صالح، الرجل الثاني في الجهاز والذي يتمتع بنفوذ كبير. كما عيّن هادي، العميد حسين محمد حسين الرضي قائدا لقوات النجدة (الشرطة) بديلا لمحمد عبد الله القوسي المقرب من الرئيس السابق، فيما عيّن اللواء محمد جميع الخضر وكيلا لجهاز الأمن القومي لقطاع الشؤون الخارجية.
وتوعد هادي بتكثيف جهود قوات الأمن ضد المتشددين، معرباً عن «بالغ حزنه على ضحايا الاعتداء الإرهابي»، بحسب ما نقلت وكالة «سبأ». وأكد في برقية عزاء ومواساة إلى أسر الضحايا أن هذه الأعمال الإجرامية «لا تستهدف القوات المسلحة والأمن فحسب بل تستهدف كل اليمنيين ومنجزات ثورتهم ووحدتهم».
وقال هادي في خطاب وجهه إلى الشعب اليمني لمناسبة العيد الوطني الـ22 للبلاد، إن «الحوار الوطني يجب أن يحدد بسقف المصلحة الوطنية العليا والوحدة»، مضيفا أن «الديموقراطية وحرية الكلمة لا تعني الفوضى أو السعي إلى هدم المكاسب التي حققها اليمنيون ولكنها تعني البناء من خلال كشف الاختلالات ومحاربة الفساد». ودعا هادي «حكومة الوفاق إلى استشعار مسؤوليتها التاريخية والابتعاد عن المهاترات الإعلامية والترفع فوق الصغائر وكل ما من شأنه الإضرار بروح الوفاق». وأشار إلى أن الوحدة اليمنية «كانت الحدث الأبرز والمنجز العظيم على المستوى الوطني والعربي»، لافتا إلى أن المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية «جاءت كحل سياسي جنّب اليمن المصير الكارثي الذي كان يلوح في الأفق».
وأدانت سوريا بشدة التفجير الانتحاري في بيان لوزارة الخارجية قالت فيه «إن دمشق تشدد على أن لا دين للارهاب ولا وطن وأن تنظيم القاعدة الذي ضربت عناصره دمشق ومدنا أخرى استهدف أيضا العاصمة صنعاء»، فيما استنكر السفير المصري لدى اليمن أشرف عقل «الحادث الإجرامي»، معرباً عن أسفه الشديد لسقوط الضحايا واستهداف رجال الأمن الأبرار».
كذلك، ذكر بيان صادر عن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث إلى نظيره اليمني برقية عزاء قال فيها «على الرغم من محاولات المتطرفين لعرقلة العملية السياسية الشاملة التي بدأت في اليمن، سيستمر بنشاط تنفيذ التحولات الديموقراطية والاقتصادية الاجتماعية، وأن مدبري ومنفذي هذه الجريمة سينالون العقاب العادل». كما أكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان ان «العمل الاجرامي لا يمكن تبريره لأي سبب كان»، و«طلب من الجميع في اليمن رفض استخدام العنف تحت اي شكل من الأشكال والاضطلاع بدور بناء في تطبيق اتفاق العملية الانتقالية السياسية»، وذلك في وقت أدان سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي في صنعاء ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الهجوم. وأعرب السفراء في بيان عن «حزنهم الكبير لهذا العمل الإجرامي الغادر»، مقدمين «خالص التعازي إلى أسر الضحايا وأصدقائهم وزملائهم».
في هذه الاثناء، قتل عشرة جنود و11 عنصرا من «القاعدة» في مواجهات غربي مدينة جعار وشمالي شرقي زنجبار في جنوب اليمن. وقال مصدر عسكري ميداني ان مسلحي التنظيم شنوا هجوما على مركز عسكري في وادي حسان شمال شرق زنجبار، عاصمة ابين، ما اسفر عن «مقتل سبعة جنود وإصابة 23 آخرين». وأكد مصدر عسكري آخر ان «ثلاثة جنود قتلوا وأصيب 17 آخرون في المعــارك غربــي جعار» حيث تستخدم الاسلحة الرشاشـــة والمدفعية بحسب مصادر محلية. وبذلك ترتفــع حصيلة الحملة على «القاعدة» في أبــين منذ 12 ايار الى 234 قتيلا بينهم 158 عنصرا من التنـــظيم و41 جنديا.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...