«إخـوان» مصـر يصعّـدون لهجتـهم: إلى الشـارع بكثافـة مـع المعارضـة
شهدت المواقف المعارضة في مصر أمس، تحولاً نوعياً تمثلّ في إعلان جماعة «الإخوان المسلمين» نيتها النزول إلى الشارع، بأعداد تفوق المعتاد، وبالتعاون مع قوى المعارضة الأخرى، على أثر التزوير الواسع الذي شاب الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وقال مرشد «الإخوان» محمد بديع في مقابلة مع وكالة «رويترز» إنه «في غياب المعارضة من البرلمان... ستنتقل المعارضة إلى الشارع. النزول الى الشارع... حق للشعب المصري ولنا كفصيل منه»، مضيفا «سنلجأ الى كل الوسائل السلمية كي يبطل هذا البرلمان»، وذكر أن الجماعة ستنسق مع جماعات معارضة أخرى في احتجاجات ستكون «بكل الطرق القانونية والدستورية والشعبية». وأكد بديع «هذه ليست انتخابات بها تزوير... هذا تزوير مشوب بالانتخابات». وأضاف «البرلمان سيشوّه صورة مصر وسيمرر قوانين ستضر بمصلحة مصر».
وشدد بديع على أن «الظلم الذي وقع على قوى المعارضة، أدى إلى اتحاد المعارضة مع الإخوان المسلمين في موقف واحد... هذا مكسب ضخم جدا لمصر... أن تتوحد قوى المعارضة لنتحرك جميعا في حركة سياسية شعبية مع شعبنا الحر الذي رفض هذا الظلم والاستبداد... وما زال وسيظل». وتابع يقول بشأن هدف الجماعة الرئيسي «العمل مع جميع القوى السياسية الوطنية حتى نرفع شأن مصر ليعود للشعب المصري قراره في انتخاب ممثليه وانتخاب مسؤوليه. هذا حق الشعب المصري. الشعب المصري سنظل بجانبه ومعه حتى يحصل على هذه الحقوق ونحن من ضمنه.» ولدى سؤاله إن كان العصيان المدني على جدول أعمال جماعة «الاخوان» قال بديع إن الجماعة لم تدرس هذا الخيار بعد وأضاف «ستظل هناك أنشطة تصعيدية».
وفي توضيح لمغزى تصريحات بديع، قال القيادي الاخواني عصام العريان انه بسبب اغلاق الدولة للمؤسسات التي تستطيع المعارضة التعبير من خلالها، لا يوجد امامها سوى الشارع، موضحا «اغلقت امامنا المجالس المحلية، والنقابات، واتحاد طلبة الجامعات والبرلمان. عندما تغلق هذه الابواب جميعاً، لا يوجد للشارع بديل». وعلى رغم ان «الاخوان» ينزلون الى الشارع بالفعل وإن بأعداد ليست كبيرة مقارنة بحجم اعضاء الحركة وأنصارها، قال العريان، وهو عضو مكتب الارشاد بـ«الاخوان المسلمين»، ان الجماعة الآن «ستنزل الى الشارع بكثافة اكثر» وإن المناخ الآن «يتيح تنسيقاً افضل» بين قوى المعارضة لم يكن متاحا من قبل.
وقال العريان «اذا دعت قوى المعارضة للعصيان المدني، سنعمل في هذا الاتجاه سويا، خاصة ان الاجواء في مصر مرشحة لذلك، وانظروا اضراب سائقي الشاحنات والمقطورات» المستمر منذ اكثر من اسبوعين، الامر الذي وجد فيه دلالة على مزاج الشارع المصري واستعداد عدد غير قليل من الفئات للاحتجاج. وخلص العريان الى ان «الاخوان» مستعدون لـ«النضال السلمي الدستوري» بحيث تكون هذه مرحلة «بداية النهاية للاوضاع الشاذة الحالية» وأن احدا «لا يعلم ان كانت الامور ستتجه الى الاسوأ».
وفي مقابلة مع قناة «العربية» قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات المصرية، عبد العزيز عمر، إن فرز الأصوات في العملية الانتخابية شابه «بعض العبث بالصناديق»، وأوضح أن ما يعنيه بـ«عبث» هو «تزوير وغير تزوير». وأضاف موضحا «غير التزوير ممكن أن يرفع ورقا ويضع ورقا آخر، أو يحرق الصندوق نفسه، أي إن وسائل اللعب في الصناديق كانت مختلفة».
إلى ذلك، عقد رئيس حزب «الوفد» السيد البدوي، اجتماعا مع عدد من النواب السابقين بمجلس الشعب بينهم مصطفى بكرى، ومحمد البلتاجي ومصطفى الجندي، لمناقشة فكرة تشكيل برلمان شعبي وأهدافه، ورغبة لجنته التأسيسية في أن يستضيف حزب الوفد هذا البرلمان. وقال المتحدث الإعلامي باسم «البرلمان الشعبي» علاء عبد المنعم، إن حزب الوفد رحب باستضافة البرلمان، مشيرا إلى أنه أرجأ الموافقة النهائية إلى الأسبوع المقبل لعرض الموضوع على المكتب التنفيذي والهيئة العليا لأنه حزب «مؤسساتي».
وأضاف عبد المنعم في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، أن البرلمان الشعبي «مؤقت» لحين «نزع الشرعية» عن مجلس الشعب الحالي الذي وصفه بـ«المزور»، وانتخاب مجلس جديد «يعبر عن الشعب».
وقال النائب الوفدي السابق محمد العمدة لـصحيفة «المصري اليوم»، إن الاجتماع شهد نقطة جدل حول وجود مخاوف بسبب اختلافات بعد تشكيل البرلمان، نظرا للتنوع المتوقع له، خاصة مع وجود جماعة «الإخوان» التي تتعارض فى أفكارها مع حزب الوفد. وطالب العمدة، في أول بيان عاجل قدمه للبرلمان، بوقف تصدير الغاز لإسرائيل بعد كشف شبكة التجسس الإسرائيلية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد