«أبو العبد» العراقي: من زعيم ميليشيا إسلامية إلى حليف لجيش الاحتلال

22-11-2007

«أبو العبد» العراقي: من زعيم ميليشيا إسلامية إلى حليف لجيش الاحتلال

انتقل «أبو العبد» واسمه الحقيقي سعد عريبي العبيدي من قائد لفصائل «الجيش الاسلامي» (أحد أكبر المجموعات المسلحة العراقية) في بغداد الى التحالف مع القوات الاميركية ضد تنظيم «القاعدة» ليحدث، بالتزامن مع تشكيل «مجالس العشائر» في الانبار أثراً بالغاً في تغيير خريطة القوى وتقويض سطوة التنظيم.

وأكد الزعيم الذي لم يتجاوز الخامسة والثلاثين وكان ضابطاً في الجيش العراقي السابق أن تحالفه مع الأميركيين فرضه الأمر الواقع بعد تحول «القاعدة» الى عدو أكبر في العراق. وأنه ورفاقه «قاتلوا القوات الأميركية بشرف ويعقدون معها اليوم اتفاقات أمنية لثلاثة أشهر قابلة للتمديد».

«أبو العبد» يتزعم اليوم مجلس «صحوة فرسان الرافدين»، ومعظم عناصره من «الجيش الاسلامي» ويتمركز في أحياء العامرية والخضراء وحي الجامعة غرباً، والاعظمية شمال بغداد ويقول إن «تعاون مجالس الصحوة مع القوات الاميركية منحها امتيازاً يسجل لصالحها فهي (القوات الاميركية) في حاجة الى فصائل المقاومة التي تسيطر على المناطق الساخنة لبسط الأمن والاستقرار الذي يحتاج اليه العراقيون أيضاً»، ويؤكد أن هذه الاتفاقات أثبتت نجاحاً ملحوظاً على الأرض».

ويتابع أن الجماعة التي يقودها «فرسان الرافدين» تتكون من 600 عنصر غالبيتهم من الشباب ويتقاضون رواتب شهرية من القوات الاميركية بحدود 360 دولاراً لكل عنصر، وتم تعيين 300 شاب منهم في مركز شرطة العامرية بعد تجاوزهم الاختبار والفحوصات الطبية التي تشترطها وزارة الداخلية.

وكانت التحالفات التي عقدتها القوات الاميركية مع العشائر ومنشقين من جماعات مسلحة في الانبار وديالى وبغداد أحدثت انقلاباً في توازنات القوى ضد تنظيم «القاعدة» الذي انحسر نفوذه في المناطق التي تنتشر فيها «مجالس الصحوة». ويقول «أبو العبد» إن «الدعم الذي يقدمه الاميركيون لعناصره لا يقتصر على المال فقط فهناك الدعم اللوجيستي، والأسلحة المتطورة، الى جانب الاسناد، خلال الاشتباكات مع القاعدة». ويوضح أن «قوات الحرس الوطني من الفوج الثاني الذي يتمركز في العامرية تقدم لنا الدعم الذي نحتاجه علماً ان غالبية تلك القوات من مناطق جنوب العراق».

ويشدد «أبو العبد» الذي تسيطر قواته على مناطق مهمة في بغداد على أهمية دمج مقاتليه في الأجهزة الحكومية ويقول: «من الضروري تفعيل مشروع دمج عناصر مجالس الصحوة في المؤسسات الأمنية لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية وكشف أوراق اللعبة وبالتالي كشف المتواطئين مع العصابات الاجرامية والعابثين بأمن البلاد».

ويشير الى ان «التنسيق مع القوات الاميركية لا ينحصر بصحوة فرسان الرافدين، فقد تم التنسيق مع مجالس الصحوة في العراق التي تتمركز في مناطق الانبار وصلاح الدين وجنوب غربي بغداد وفي ديالى. وهناك اجتماع دوري نهاية كل اسبوع مع المسؤول الاميركي المشرف على المجالس فضلاً عن مسؤولي الأمن والاستخبارات من الضباط العراقيين».

ويزيد أن «مجلس صحوة فرسان الرافدين» بدأ نشاطه «منذ ما يزيد عن 6 شهور وحقق نتائج جيدة، إذ تمت اعادة 70 عائلة شيعية الى مساكنها في أحياء العامرية كانت جماعات متواطئة مع القاعدة هجرتها».

جودت كاظم

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...