اقتراح لتحويل سقف الحميدية لأجهزة طاقة شمسية
مكامن طاقة وفيرة وواعدة ومستدامة تعلو الستار المعدني لسوق الحميدية كما سوق مدحت باشا تقدر قيمتها بملايين الليرات سنوياً من الطاقة الكهربائية الملائمة نتيجة لدراسة علمية وفنية فإن اتجاه هذين السوقين من الشرق إلى الغرب يسهل كثيراً عملية حصاد الطاقة الشمسية الساقطة فوقهما منذ القرن الماضي بانتظار تتويج هذه الأسطح بما يثبت ولوجنا القرن الحادي والعشرين بثقافاته البيئية المستدامة وخاصة أن المهندسين في مكتب عنبر عاكفون على تحضير كتيب إرشادي لإمكانيات الطاقة الشمسية للتلاءم مع النسيج العمراني والبيئة الهندسية لدمشق القديمة وهذا يدل على حماسة وعزيمة الشباب وتآلفهم مع عصر البيئة والطاقة المستدامة ونحن نشد على أيديهم للمضي قدماً نحو جميع الآفاق هذا هو الخبر الأول الخبر الجيد، أما الخبر المخالف لذلك والذي توصلت له الدراسة فهو التمادي النمطي في التبذير وقد تأتي من ظروف الأمر الواقع الذي خالف دراسة وتصميم هذا السوق بشقيهما الوظيفي والجمالي حيث إن جميع الهندسات منذ مئة عام كانت بيئية ومستدامة وبشكل تلقائي ودون تسميات وتوصيات ومؤتمرات ومهرجانات لأنها في ذلك الوقت كانت تتمتع بالناحية البيئية تلقائياً وبالتراكم الزمني.
لقد كانت الغاية المدنية من تغطية السوق إضافة إلى الغرض الجمالي والسياسي كانت للحصول على حماية من العوامل الجوية مثل سطوع الشمس وانهمار المطر وجموح الرياح مع حسابات تثير الإعجاب لتنظيم الحصول على الإضاءة الجيدة والتهوية المعقولة وبشكل تلقائي بسبب الحسابات الجيدة.
وقد كان هناك ثمة ترشيد يعتمد على طاقة نوعية تجهلها أجيالنا هذه الطاقة النوعية هي قدرة العين على الاستفادة من الحد الأدنى الممكن من سطوع الضوء بفضل قدرات العين وحساسيتها بالاعتماد على قدرة حدقة العين على التوسع الأمر الذي يساعد على ترشيد طاقة الإنارة التي أصبحت في عصرنا إنارة جامحة ومجنونة تزرع الفوضى والأذى والتبذير لكي تجني بشاعة المنظر والضرر الصحي من الأنوار المبهرة المؤذية التي تحولت إلى سلاح هجومي وقح. نتذكر قبل سنين كيف كان سوق الحميدية وكراً للمخالفين المتوسعين على حساب الجمال واللباقة ضاربين عرض الحائط بحرمة الطرقات وآدابها على نمطية كل مين ايدو ألو، إلى أن جاءت يد الإصلاح لتعيد له جماله الهندسي وقد قال ونستون تشرشل نهندس بيئتنا بفتح التاء فتهندسنا بيئتنا بضم التاء ولولا الخطوة الانضباطية المشكورة لما كانت هذه الدراسة ممكنة فالإصلاح يجر الإصلاح والفوضى تقتل المبادرة.
إن عصرنة هذا التراث دون المساس بجمالياته وعراقته يجعل جهود الأجيال تعزز بعضها ليتم التآلف بين التطور والعراقة.
الياس بريمو
المصدر: الوطن
التعليقات
يا خسارة الكهرباء
إضافة تعليق جديد