كيف أصبح العالم هرماً بهذه السرعة؟
«يواجه العالم انفجارا سكانياً لكن هرماً» بمعنى أن أبطاله هم المسنون. هذا ما أنذرت به مجلة «فورين بوليسي» الأميركية.
ووفقا للأمم المتحدة «سيزيد عدد سكان العالم بنسبة الثلث تقريباً خلال السنوات الـ40 المقبلة، من 6.9 إلى 9.1 مليارات نسمة»، لكن «مقياس النمو هنا ليس معدلات الولادة، التي انخفضت عالمياً، إنما زيادة عدد المسنين».
وبالفعل، يتوقع أن تنخفض الكثافة السكانية للأطفال دون الخمس سنوات بـ49 مليونا خلال نصف القرن، وسيرتفع عدد المسنين 1.2 مليار.
وأعاد التقرير سبب «تحول العالم إلى رمادي بهذه السرعة»، إلى حقيقة أن «غالبية الناس باتوا يعيشون حتى سن متقدمة»، موضحاً أيضاً أن «الأطفال الذين تسببوا بانفجار سكاني عالمي (في منتصف القرن الماضي)، هم الذين سيتسببون بالانفجار السكاني الهرِم».
وحذّر التقرير من أنه بسبب «الانخفاض المستمر في معدلات الولادات، سنواجه احتمال انخفاض أعدادنا بسرعة كبيرة جداً». فـ«الكثافة السكانية في روسيا هي 7 ملايين، أقل مما كانت عليه في 1991. وفي اليابان، قال أحد الباحثين ان آخر طفل سيولد في 2959». ووفقاً للأمم المتحدة، قد تنخفض الكثافة السكانية في 2150 إلى نصف ما هي عليه اليوم.
وأشارت المجلة إلى أنه لطالما «اعتقد الديموغرافيون أن شيخوخة السكان سمة تنفرد بها الدول المتحضرة»، لكن الحال اليوم ليست كذلك.
إذ «يلاحظ اليوم انخفاض معدلات الولادات أقل من المستوى الطبيعي، حتى في الدول التي بالكاد تعرف الرفاهية». وخصوصاً بعدما انتشر ما يسميه الخبراء «بديل الخصوبة (تقليص عدد الأطفال)» في الدول الاسكندينافية، ثم في بقية الدول الأوروبية، وروسيا، ومعظم آسيا وجــنوب أفريقيا وجنوب الهند والشرق الأوسط كلبنان والمغرب وإيران.
ومن 59 دولة التي تحد من عدد الأطفال للمحافظة على الكثافة السكانية، هناك 18 صنفتها الأمم المتحدة على أنها دول نامية.
وعزا التقرير انخفاض الإنجاب إلى «التمدن، حيث يتمركز السكان في المدن ما يقلل من حجم الإنجاب»، وإلى «دخول المرأة مجال العمل، ما يحد من فرص الإنجاب لديها».
وحذر التقرير من أن آسـيا هي أكثر القارات في دائرة الخطر، حيث «ستــبدأ تايوان بفقدان الكثافة السكانية خلال 15 سنة». وفي أميركا «لا تزال معدلات الأطفال فيها جيدة بالنسبة للدول الصناعية، لكن بسبب الهجرة».
وختم التقرير بثلاثة حلول: «الحل السويدي، أي التدخل الحكومي، لتمكين النساء من إنجاب المزيد من الأطفال بلا عقبات مالية»؛ أو «الحل على أسلوب طالبان، أي حيث للنساء دور محدود اقتصاديا واجتماعياً»؛ أو «العودة إلى مجتمع الزراعة، حيث تكون الأسرة مستهلكة ومنتجة، والمزيد من الأطفال يساعدون في إدارة الإنتاج».
المصدر: السفير نقلاً عن «فورين بوليسي»
التعليقات
حل آخر ..
إضافة تعليق جديد