70 عائلة بريف دمشق تعيش في خيم ظروفاً سيئة
يكفينا فخرا أننا في سورية لم نقم مخيما للاجئين الذين وفدوا إلينا من العراق وعددهم زاد على مليون ومن الكويت ولبنان والسودان والصومال وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة، والمؤسف حقا أن البعض من مسؤولينا يعيشون في برجهم العاجي ولا يتنازلون لمعرفة أحوال المواطنين، انطلاقا من أن كل راع مسؤول عن رعيته، واليوم نفاجأ بوجود أكثر من سبعين عائلة تعيش في شوادر وخيم تغيب عنها كل مقومات الحياة الكريمة في منطقة الكسوة التابعة إدارياً لمحافظة ريف دمشق ولا يظن القارئ أو يعتقد أن هؤلاء من سكان القمر أو من كوكب آخر نزلوا بين ليلة وضحاها ولا يعلم المسؤولون بواقعهم المأساوي بل هم من الرعاية والمواطنين السوريين ولكن يبدو انشغال البعض بالظهور على الإعلام وإعطاء التصريحات الكثيرة أنساه أن هناك مواطنين بحاجة إلى الاهتمام وبأي حال من الأحوال لا نطلب لهؤلاء أن يقيموا في فنادق ذات النجوم الخمسة أو في فلل ومزارع وإنما تأمين حياة لائقة وكريمة لهؤلاء وفي مكان إقامتهم في أسوأ الحالات مع تأمين أبسط الخدمات الضرورية.
وبالتأكيد لو عاشت تلك العائلات مئات السنين في تلك المنطقة فلن يتذكرها أو يتفقدها أحد رغم أن التوجيهات ومن أعلى المستويات بعدم إنشاء أي خيمة أو شادر لعائلة سورية مهجرة انطلاقا من ضرورة وأهمية المحافظة على كرامة المواطن السوري وتأمين حياة ومعيشة لائقة لحين عودة المهجرين إلى ديارهم والمناطق التي هجروا منها بفعل العصابات الإرهابية المسلحة. وملخص القول إن مديرية صحة القنيطرة قامت بإجراء مسوحات وجولات ميدانية للوقوف على الواقع الصحي بتجمعات النازحين بريف دمشق وخلال الجولة ورد معلومات من فريق التقصي بالمديرية تفيد بوجود عدد من الأطفال المصابين بمرض الحصبة وضمن تجمع عشوائي مجاور لتجمع الكسوة الشرقي ويتبع إدارياً لمحافظة ريف دمشق. وبالفعل قامت المديرية وعبر كادر طبي متكامل للاطلاع على الواقع الصحي حيث تبين وجود مجموعة من الأهالي تقدر بنحو 70 عائلة وافدة ومهجرة من محافظة الحسكة ويقيمون في خيم وشوادر لا تتوافر فيها الشروط الصحية ويعيشون في ظروف معيشية سيئة في غياب كامل لجميع الخدمات الضرورية فلا مياه نظيفة تكفي العائلات وغياب للصرف الصحي ولا حاويات للقمامة والأكثر خطورة وجود مكبات عشوائية للأوساخ والقمامة ضمن التجمع العشوائي. وتؤكد مديرية صحة القنيطرة أنه بعد الكشف الطبي تبين وجود عدد من الإصابات بمرض الحصبة وعلى الفور تم تشكيل فريق من المديرية وقام بتلقيح نحو 100 من أطفال التجمع العشوائي، وتناشد مديرية الصحة بالقنيطرة الجهات المعنية (محافظة ريف دمشق) تأمين الخدمات اللازمة للعائلات بالتجمع المذكور كمياه الشرب النظيفة وبشكل كاف، إضافة إلى التخلص اليومي من النفايات والمكبات العشوائية للقمامة وتأمين وسائل النظافة الشخصية من الهلال الأحمر وخاصة السلل الصحية وذلك خشية من انتقال مرض الحصبة والأمراض الجلدية الأخرى إلى أبناء تجمع الكسوة الشرقي. ونضم صوتنا إلى صوت مديرية الصحة مع التنويه إلى أن تلك العائلات من الجنسية السورية ولم يأتوا من المريخ أو من كوكب آخر ولهم حقوق على الجهات المعنية في وزارة الإدارة المحلية وتحديدا محافظة ريف دمشق.. فهل وصلت الرسالة!؟
خالد خالد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد